أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ اتفاق وقف النار سيدخل حيز التنفيذ عند الرابعة من فجر الأربعاء بتوقيت بيروت، بعد موافقة لبنان وإسرائيل على الاتفاق الأميركي لوقف إطلاق النار، وذلك بعد عدوان دامٍ على لبنان أسفر لغاية يوم أمس بحسب وزارة الصحة إلى اسشهاد 3823 شخصاً واصابة 15859 جريحاً.
ولفت بايدن في مؤتمر صحفي، إلى أنّه "لن تكون هناك قوات أميركية في جنوب لبنان والغرض من الاتفاق أن يكون وقفا دائماً للأعمال القتالية"، بينما أكدّ أنّ إسرائيل "تملك حق الدفاع عن نفسها، في حال خرق حزب الله الاتفاق". واعتبر بايدن أنّ "الاتفاق "يدعم سيادة لبنان ويشكل بداية جديدة لهذا البلد ويقود الشعب اللبناني لمستقبل ينعم فيه بالسلام"، مؤكداً أنّ "اميركا ستقدم المساعدات المطلوبة لضمان تنفيذ الاتفاق في لبنان".
بيان مشتركبايدن الذي شكر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على جهوده، أشار إلى أنّ "إسرائيل لم تبدأ بالحرب والشعب اللبناني لم يسعَ لها"، وبانّ "إسرائيل دمرت البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان". وأكد بايدن أنّ "أكثر من 70 ألف إسرائيلي اضطروا للنزوح منذ بدء حزب الله الحرب"، معتبراً أنّ "هذا النزاع هو الأكثر دموية بين حزب الله وإسرائيل"، وبانّ "أكثر من 100 ألف لبناني دفعوا إلى النزوح بعد فرض حزب الله الحرب عليهم".
وعن تنفيذ الاتفاق، أوضح بايدن أنّ "إسرائيل ستنسحب من جنوب لبنان تدريجيا خلال 60 يوما، بعدها سيسيطر الجيش اللبناني على أراضيه وستسحب إسرائيل ما تبقى من قواتها من لبنان".
وصدر بيان مشترك من رئيس الولايات المتحدة ورئيس الجمهورية الفرنسية الذي أعلنا فيه وقف إطلاق النار. وجاء في البيان: "بعد أسابيع عديدة من التعبئة الدبلوماسية المكثفة، أعلن رئيس الولايات المتحدة، جوزيف بايدن، ورئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، اليوم أن إسرائيل ولبنان قد قبلا بوقف إطلاق النار بين البلدين. سيؤدي هذا الإعلان إلى إنهاء القتال في لبنان وحماية إسرائيل من التهديد الذي يشكله حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى التي تعمل من لبنان. كما سيوفر الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء بشكل مستدام، مما يتيح عودة آمنة لسكان الجانبين إلى منازلهم على طول الخط الأزرق.
ستعمل الولايات المتحدة وفرنسا مع إسرائيل ولبنان لضمان تنفيذ هذا الترتيب بالكامل وتطبيقه. كما تظل ملتزمة بمنع هذا الصراع من التسبب في دورة جديدة من العنف. وتعهدت الولايات المتحدة وفرنسا أيضًا بلعب دور رائد في دعم الجهود الدولية لتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية وتعزيز التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء لبنان، من أجل تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن جان إيف لودريان ممثل الرئيس الفرنسي سيتجه إلى لبنان غدا لبحث حل الأزمة السياسية.
بيان ميقاتيعلى الجانب اللبناني، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأنّه تلقى اتصالا من الرئيس الاميركي جو بايدن تشاورا في خلاله في الوضع الراهن وقرار وقف اطلاق النار. وقد شكر ميقاتي الرئيس بايدن على الدعم الأميركي للبنان والمساعي التي قام بها موفده آموس هوكشتاين للتوصل الى وقف اطلاق النار.
وعبّر ميقاتي عن ترحيبه "بقرار وقف إطلاق النار في لبنان والذي ساهمت بترتيبه مشكورة الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا". وقال: "إن هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم، وهو يعتبره خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين الى قرارهم ومدنهم. كما انه يساعد على ارساء الاستقرار الإقليمي".
ميقاتي جدد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان، داعياً دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد. وتابع البيان "كما اطالب بالتزام العدو الاسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي يحتلها والالتزام بالقرار 1701 كاملا". موافقة الكابينتوأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو في وقت سابق بأنّ المجلس الوزاري المصغر وافق على وقف إطلاق النار. وكانت "يسرائيل هيوم" نقلت أنّه وفي اطار الاشراف على تنفيذ الاتفاق "سيتمركز في المنطقة جنرال أميركي وسيتم إنشاء مركزي مراقبة لغرض التحرك أحدهما في بيروت والآخر في صفد".
وعلى الجانب اللبناني، يعقد مجلس الوزراء جلسة برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي صباح غد الأربعاء للاعلان عن موافقة لبنان على اتفاق وقف اطلاق النار. وفي هذا الاطار نقل وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، أنّه" سنطلع على بنود اتفاق وقف إطلاق النار غدا في اجتماع مجلس الوزراء". وأكّد الحلبي في كلامه للتلفزيون العربي أن "الوزراء مدعوون للتصويت على بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان". وعن دور الجيش اللبناني، كشف أنّ "لديه الخطة اللازمة لإعادة الانتشار على الحدود اللبنانية". وتابع "نأمل توقف التدخلات الأجنبية ليتفق اللبنانيون على بناء دولة قوية".