حصاد الحرب... لبنان وإسرائيل يدفعان ثمناً باهظاً!
2024-11-26 18:25:56
من المتوقع أن يتوقف قريبًا إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بموجب اتفاق يهدف إلى إنهاء أكثر من عام من القتال الذي أشعلته حرب غزة. ومع اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تسلط الأرقام والبيانات الضوء على حجم الخسائر الاقتصادية والبشرية التي تكبدها كل من لبنان وإسرائيل في هذا الصراع المستمر.بحسب وزارة الصحة اللبنانية، وصل عدد الشهداء في لبنان حتى 24 تشرين الثاني إلى 3768 شخصًا، بينما بلغ عدد الجرحى 15699، دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين. ورغم إعلان حزب الله عن استشهداء نحو 500 من مقاتليه حتى وقت الهجوم الإسرائيلي في أيلول، فقد توقف الحزب عن نشر أرقام جديدة حول خسائره. ومع ذلك، يقدر معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب عدد القتلى في صفوف حزب الله بـ 2450 فردًا.وفي الجانب الإسرائيلي، قتل 45 مدنيًا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان جراء غارات حزب الله، في حين أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 73 جنديًا إسرائيليًا في مناطق متعددة من شمال إسرائيل وجنوب لبنان.أما على الصعيد الاقتصادي، فقد تضرر لبنان بشكل كبير حيث تقدر الأضرار التي لحقت بالمساكن بنحو 2.8 مليار دولار، مع تدمير أكثر من 99 ألف وحدة سكنية جزئيًا أو كليًا، وفقًا لتقرير البنك الدولي. وذكرت جامعة بيروت الأميركية، أن 262 مبنى على الأقل في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، دُمر بالكامل جراء الغارات الجوية الإسرائيلية. كما تسببت الضربات الجوية في تدمير المناطق الزراعية في سهل البقاع وجنوب لبنان، مما أدى إلى خسائر تقدر بنحو 124 مليون دولار.في المقابل، تشير السلطات الإسرائيلية إلى أن الأضرار التي لحقت بالممتلكات في إسرائيل وصلت إلى نحو مليار شيكل (273 مليون دولار)، بينما تعرضت نحو 55 ألف فدان من الأراضي في شمال إسرائيل وهضبة الجولان للحرق.أمّا من حيث النزوح، فقد كشفت تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من 886 ألف شخص نزحوا داخليًا داخل لبنان، بالإضافة إلى نحو 540 ألف شخص فروا إلى سوريا. وفي إسرائيل، تم إخلاء نحو 60 ألف شخص من مناطق الشمال بسبب القصف الصاروخي المتواصل.فيما يتعلق بالاقتصاد، قدّر البنك الدولي الأضرار والخسائر التي تكبدها لبنان بـ 8.5 مليار دولار، مع توقع انكماش الناتج المحلي الإجمالي للبنان بنسبة 5.7% في عام 2024. بينما في إسرائيل، تسببت الحرب مع حزب الله في ضغط إضافي على الاقتصاد، حيث ارتفع العجز في الميزانية إلى نحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي. كما تسبب التضخم الذي وصل إلى 3.5% في زيادة الضغوط الاقتصادية على الأسر.رغم هذه التحديات، أظهرت بيانات الحكومة الإسرائيلية أن الاقتصاد الإسرائيلي شهد انتعاشًا طفيفًا في الربع الثالث من عام 2024، حيث نما بنسبة 3.8% مقارنة بالربع الثاني.فمنذ أيلول الماضي، كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته الجوية على لبنان، مستهدفًا مواقع حزب الله في مناطق مختلفة مثل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.وفي أوائل تشرين الأول، بدأت إسرائيل عملية برية محدودة في الجنوب اللبناني، حيث توغلت قواتها في عدة بلدات حدودية. وفي الأسابيع الأخيرة، توسعت العملية العسكرية الإسرائيلية بشكل أكبر، حيث امتدت القوات الإسرائيلية جنوبًا إلى عمق أكبر.
وكالات