يؤكد التوجه العام اليوم أنّ التسوية بين لبنان وإسرائيل أصبحت منجزة وقريبة جداً، وبأنّ ساعات تفصلنا عن توقيع الاتفاق النهائي واعلان وقف اطلاق النار. وبانتظار نتائج اجتماع الحكومة الإسرائيلية، يستعد لبنان لمواكبة الاجراءات التنفيذية اللازمة، على ضوء انعقاد جلسة مجلس الوزراء التي من المفترض أن يدعو إليها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عند الساعة التاسعة والنصف من صباح غد الأربعاء، لمواكبة التطورات القائمة حول اتفاق وقف اطلاق النار مع إسرائيل.
وبدأت الأمانة العامة لمجلس الوزراء التنسيق مع الوزراء لتأمين نصاب جلسة خاصة غداً للتوافق رسمياً على الاتفاق وبنصاب الثلثين، وللغاية عقد ميقاتي اليوم سلسلة لقاءات مع وزراء في السرايا لمواكبة التطورات والخطوات اللازمة لتطبيق الاتفاق. وقطع وزير السياحة وليد نصار زيارته إلى السعودية، عائداً إلى بيروت للمشاركة في الجلسة.
وبحسب معلومات "المدن" فإنّ الوزراء في حال "استنفار" للحضور غداً، ضمن جلسة حكومية "ستكون شاملة ومواكبة لبنود الاتفاق"، ضمن تعهد الحكومة "بتنفيذ الاتفاق كاملاً حرصاً على سلامة الأهالي، وكي لا تتكرر المأساة بعودة الحرب بعد 60 يوماً".
ونقلت مصادر وزارية لـ"المدن" أنّ ميقاتي لن يكون بوارد توقيع "ورقة الاتفاق ذاتها" التي سيوقع عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، أمّا من سيتولى هذه المهمة "فلا يزال هذا الأمير قيد النقاش". وتؤكد المصادر الوزارية أنّ "الجو الرسمي اللبناني يؤكد أنّه لولا الميدان لما كان نتنياهو سيخضع للضغوط ويسرّع في انهاء الحرب على لبنان".
ومن المتوقع أن يعلن ميقاتي غداً، من السراي الحكومي موافقة لبنان على التسوية برعاية أميركية – فرنسية، في حال مصادقة كابينت الحرب الإسرائيلي في الساعات القليلة المقبلة عليه.5000 جنديوخلال مدة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، سيتم ارسال 5000 جندي من الجيش اللبناني إلى الجنوب، حسبما أكد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، مشيراً إلى أنّ لبنان "ينتظر اجتماع الحكومة الإسرائيلية". بو حبيب كشف أنّ "الولايات المتحدة قد تؤدي دوراً في إعادة بناء البنية التحتية في الجنوب"، قائلاً أنّ لبنان "يتمتع بعلاقات وطيدة مع الولايات المتحدة التي تمنح الجيش دعما كبيرا"، وأشار إلى أنّ "مجلس الامن هو الوحيد الذي يستطيع توسيع سلطات اليونيفيل".
وقال بو حبيب أنّ "الدولة تعرضت للشلل.. ولا نستطيع أن نوقف المقاومة ما دام هناك احتلال"، وتابع: "إذا لم تقبل إسرائيل بحل مشكلة الحدود نهائيا فلن نستطيع التحدث بشأن المستقبل".الامور بخواتيمهامن جهته، أكد وزير العمل مصطفى بيرم أن "الأجواء إيجابية" فيما خص اتفاق وقف اطلاق النار، قائلاً "نحن متفائلون ولكن بحذر والأمور بخواتيمها. ولبنان قام بما هو متوجب عليه".
ولفت بيرم من السرايا بعد لقائه ميقاتي إلى أنّ "الأولوية هي لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 والجيش اللبناني سينتشر على جميع الأراضي اللبنانية، ولم تتم الدعوة بعد إلى جلسة لمجلس الوزراء بانتظار ما ستؤول إليه الأمور". بيرم قال إنّ "المقاومة قامت بالواجب وهذا مكّن المفاوض اللبناني بأن تكون لديه ورقة قوية في عملية التفاوض من أجل الحفاظ على السيادة".أمّا وزير الدفاع موريس سليم، فأشار أثناء مغادرته السراي إلى أنّه "لم نبحث حتى الآن أي أمر له علاقة بوقف اطلاق النار ولم نتبلغ أي مسودة".جلسة الكابينتعلى الجانب الإسرائيلي، ينعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، اليوم عند الساعة الرابعة عصراً لبحث وقف اطلاق النار مع لبنان وعلى الأرجح المصادقة عليه. وبعده يتوقع أن يدخل وقف إطلاق النار خلال ساعات أو يوم حيز التنفيذ. وبحسب مسؤول إسرائيلي نقل للإذاعة العامة الإسرائيلية أنّ "هذا سيكون اعلان أميركي – فرنسي، وكلا الجانبين الإسرائيلي واللبناني سيعلنان موافقتهما عليه".
وتتضمن مسوَّدة اتفاق وقف إطلاق النار فترة انتقالية مدتها 60 يومًا ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، بينما ينتشر الجيش اللبناني في المناطق القريبة من الحدود. الإتفاق ينص أيضاً على نقل حزب الله أسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني. وتتضمّن المسوّدة أيضاً لجنة إشرافية بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة التنفيذ ومعالجة الانتهاكات.