ربما، أصبح لبنان أمام نقطة مفصلية بقرب التوصل إلى اعلان وقف اطلاق النار، إزاء تسارع وتيرة التصريحات والتسريبات الايجابية، ما لم نكن أمام "خدعة" جديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، مماثلة لسيناريو مفاوضات غزة، التي كان ينسفها كلما تم الاقتراب من الحل. يُحكى عن ساعات أو بحد أقصى نهاية الأسبوع لإعلان التسوية، وعلى الجانب اللبناني، نقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ أجواء عين التينة توحي بإيجابية كبرى وأنه "خلال الساعات الـ36 المقبلة يتم وقف إطلاق النار".
وبحسب المعطيات، فإنّ بدء سريان وقف اطلاق النار سيتم الإعلان عنه غداً، عند الساعة العاشرة من قبل الظهر، يترافق ذلك مع بيانين سيصدران تباعا ًمن أميركا وفرنسا، حيث أنّ الرئيسين الأميركيّ جوّ بايدن والفرنسيّ إيمانويل ماكرون سيعلنان خلال الساعات المقبلة، وقفًا للعمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يومًا.اجتماع الكابينتتوازياً، يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) اليوم الثلاثاء، للمصادقة النهائية على الاتفاق، يسبقه اجتماع يعقده نتنياهو مع وزراء ائتلافه الحكوميّ صباحاً. وأشارت القناة الإسرائيلية 12 إلى أنه يُتوقّع أن يُعلن نتنياهو للجمهور الإسرائيليّ، الثلاثاء، الاتفاق، ويعرضه أمامهم. وارتفع منسوب الحذر الإسرائيلي، في ظل الاعلان عن "استنفار في كل جبهات الحرب وسط تقديرات بوقوع هجمات صاروخية متزامنة على عدد من المناطق"، كما أفادت القناة 14 الإسرائيلية، مشيرة إلى أنّ "هناك تقديرات أمنية بأنه سيكون هناك إطلاق صواريخ مكثف على مناطق عدة خلال الـ24 ساعة المقبلة".
ولا يبدو منسوب الحذر مختلفاً لدى نتنياهو، إذ نقلت القناة 14 عنه قوله خلال المحادثات التي أجراها بالأمس لتمرير اتفاق التسوية إنّ "الاتفاق ليس مثالياً"، بينما يتخوف من خطر حقيقي من أن "تفرض الولايات المتحدة قراراً أحادياً علينا في مجلس الأمن لوقف الحرب". ونقلت القناة قوله إنّه "عندها ستكون هناك عقوبات ضدنا، ولن يكون لدينا تفويض مطلق في حالة حدوث أي اختراق من الجانب اللبناني".
من جهتها، نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم"، أنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، "أعرب لمقربيه عن إحباطه الشديد من انتقادات الائتلاف الحكومي لاتفاق التسوية في الشمال". وقالت الصحيفة إنّ "نتنياهو منزعج من أنّ الاتفاق يتلقى انتقادات من اليمين في الرأي العام، وكذلك في أوساط الليكود وبين ناخبيه".وكانت نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ نتنياهو سيدلي ببيان أمام وسائل الإعلام اليوم في الساعة السادسة. اشراك فرنساوبدا لافتاً ما صدر بالامس عن الرئاسة الفرنسية، إذا ذكرت "الإليزيه" أن المناقشات بشأن وقف إطلاق النار في لبنان تقدمت بشكل ملحوظ خلال الساعات القليلة الماضية. وأشارت الرئاسة الفرنسية في بيان إلى أن باريس تواصل العمل مع شركائها الأميركيين في هذا الاتجاه، وتأمل أن تغتنم جميع الجهات المعنية الفرصة في أقرب وقت. ويأتي ذلك بعد تأكيد الجانب الإسرائيلي الموافقة على إشراك فرنسا في عمل لجنة المراقبة على الحدود، تمهيداً لتنفيذ الاتفاق.
وفي وقت سابق صدر عن البيت الأبيض أنّ "المناقشات التي أجرتها الحكومة الأميركية بشأن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل إيجابية وتمضي في الاتجاه الصحيح نحو التوصل إلى اتفاق". وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: "نحن قريبون. كانت المناقشات بناءة ونعتقد أن المسار في اتجاه إيجابي للغاية. ولكن، لن يتم فعل أي شيء حتى يتم الانتهاء من كل شيء". اعتراض إسرائيليمن جهتها، لفتت القناة 12 إلى أنه "لن تكون هناك منطقة عازلة في جنوب لبنان، وسيعود سكان الجنوب إلى جميع القرى اللبنانية وهو ما يقلق سكان الشمال"، بينما تحدثت قناة "كان" معتبرة أنّ "الاتفاق الذي توقّع عليه إسرائيل ليس له إلا اسم واحد، هو اتفاق حصانة حزب الله". فيما رأى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن "التوصل إلى اتفاق مع لبنان يعدّ خطأً كبيراً وتفويتاً لفرصة تاريخيّة لاجتثاث حزب الله".عمليات عسكريةعلى الخط الموازي، تستمر العمليات العسكرية ما بين حزب الله وإسرائيل، ترافقت مع غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة جنوباً. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي صباحاً غارة على أطراف بلدة زوطر الشرقية لجهة النهر. كما استهدف أطراف زوطر لجهة مزرعة الحمرا بغارة مماثلة.
كما شنّ غارة على بلدة دير الزهراني، وأدى العدوان الاسرائيلي الذي تعرضت له بلدة عبا ليلا، الى استشهاد شخصين، بعدما استهدفت غارة جوية معادية منزلين في حي البيدر في البلدة. وأغار الطيران الإسرائيلي صباحاً على حارة السيار في بلدة كفررمان، وافيد عن وقوع 3 جرحى. كما استهدفت غارة ثانية، منطقة مفتوحة في دوحة كفررمان.
في المقابل، أعلن حزب الله في سلسلة بيانات عن استهدافه تجمعات للجنود الإسرائيليين في مناطق التوغل الجنوبي، وعند الأطراف الجنوبية الشرقية لمدينة الخيام.