أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، عدم الاتفاق على مكان لعقد اجتماعات اللجنة الدستورية، وذلك في ظل تهميش كامل وتجاهل لزيارته التي يجريها إلى دمشق، من قبل النظام السوري.
لا مكان للدستوريةورداً على سؤال حول ما إذا تم الاتفاق على مكان لانعقاد اجتماعات اللجنة الدستورية، قال بيدرسن بعد لقاء مع وزير الخارجية في حكومة النظام السوري بسام الصباغ: "لا لم يتم التطرق لهذا الموضوع لكننا ناقشنا بعض الأفكار الجديدة، وأتمنى أن نحمل أخباراً إيجابية بالمستقبل". وقال إن رسالته في الوقت الحالي، هي الحرص على أن يكون هناك وقف لإطلاق النار بشكل فوري في غزة ولبنان، لتجنيب سوريا الدخول في النزاع، فيما اعتبر أن الهجمات الإسرائيلية على سوريا خطيرة "وإننا بحاجة إلى تخفيض التصعيد كي لا تنخرط سوريا في ذلك".
وأضاف بيدرسن أن اللقاء مع الصباغ تناول العديد من المواضيع والحاجة للاستمرار بالبحث عن إجراءات بناء الثقة، بينما اعتبر أن الوضع ازداد تعقيداً مع عودة أكثر من 400 ألف نازح سوري من لبنان إلى سوريا، "وهذا ما يلقي بالمزيد من المسؤولية على الحكومة والمجتمع الدولي". وأردف أنه اتفق مع الصباغ على أنه "من الأهمية بمكان أن نتوقف عن التصعيد وألا يكون هناك أي تصعيد يجر سوريا إلى الصراع. وهذا يتطلب تحركات من المجتمع الدولي فيما يتعلق بالوضع في غزة ولبنان وسوريا، وكما رأيتم هناك أيضاً التوترات الحاصلة في العراق".واعتبر أن ثمة حاجة لمعالجة الوضع السياسي والأمني وملف اللاجئين لأنها "مترابطة بالفعل"، مشدداً على أنه "عندما يتعلق الأمر بالعملية السياسية هو ما يتعلق باستئناف عمل اللجنة الدستورية، لذلك سأواصل مناقشة ذلك مع الحكومة، وبالطبع أيضاً مع المعارضة".تجاهل النظام وكان لافتاً في زيارة بيدرسن التي بدأها قبل 5 أيام، تجاهل النظام السوري لوجوده، إذ لم تلتقِ فيه أي شخصية رسمية في النظام حتى اليوم الرابع، أمس الأحد، حين التقى مع الصباغ قبل مغادرته دمشق، بعد انتهاء المؤتمر الصحافي. واعتُبر ذلك بمثابة رسالة من النظام بأنه لا رغبة لديه في استئناف مسار الدستورية، ولا يعيرها اهتماماً بالأصل، حسب ناشطين سياسيين.وسبق زيارة بيدرسن، تصريحات من قبل المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، قال فيها إن سلطنة عُمان، ومصر، والسعودية، والعراق، أعلنت استعدادها لاستضافة اجتماعات لجنة مناقشة تعديل الدستور، مشيراً إلى أن جنيف هو المكان الوحيد المرفوض لدى موسكو، فيما أعرب عن استعداد الأخيرة للذهاب إلى أي من الأماكن العربية المقترحة.وعرقلت روسيا مسار اللجنة الدستورية منذ حزيران/يونيو 2022، مع انتهاء الجولة الثامنة، وذلك عندما رفضت جنيف كمكان لانعقادها، لأنها "تخلت عن حياديتها" عندما فرضت سويسرا عقوبات على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا. ومنذ ذلك الحين، يواجه المسار تعطيلاً متعمداً من قبل روسيا والنظام السوري، مع رفض جنيف، والاتفاق على مكان محايد مع هيئة التفاوض الممثلة للمعارضة السورية بناءً على اقتراحات بيدرسن.