كشف مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، لصحيفة "العربي الجديد"، اليوم الاثنين، عن تحركات دبلوماسية عالية يجريها العراق تجاه دول غربية إلى جانب دولة عربية، قال إن لها علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، تهدف إلى منع أي خطوة يتخذها الاحتلال في توجيه ضربات داخل العراق، مع التحذير من انفلات الأوضاع في حال الإقدام على هذه الخطوة.إخلاء مقرات الميليشيات
وبحسب "العربي الجديد"، يتزامن الحراك العراقي الذي يتم على مستوى وزير الخارجية فؤاد حسين وعدد من مساعديه، بتكليف من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مع استمرار حركة نقل وإفراغ لمقرات فصائل عراقية مسلّحة، تشمل مخازن أسلحة ومقرات مبيت في مناطق مختلفة من العراق، تحسباً لأي اعتداء. وقال المسؤول إنه تم التواصل مع 6 دول، إحداها عربية، بشأن وقف أي عدوان إسرائيلي محتمل على العراق.ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا، من بين الدول التي تعارض أي عدوان إسرائيلي على العراق، لكنها في الوقت ذاته تضغط لوقف ما تسميه هجمات الفصائل المرتبطة بإيران على إسرائيل بالطيران المسيّر، وهو ما ينفيه العراق، ويؤكد أنها تتم من داخل الأراضي السورية، وليس من أي مكان بالجغرافية العراقية.واعتبر المسؤول العراقي أن أطرافاً غربية لم تعد تقتنع برد العراق بشأن انطلاق الهجمات بالطيران المسيّر من داخل سوريا، وتعتبر أن ذلك غير مهم على اعتبار أن الفصائل عراقية ومقراتها داخل العراق، وتدعوه إلى لعب دور أكبر في الضغط على الفصائل لمنع الهجمات التي تنفذها سواء من سوريا أو داخل العراق. وكشف أيضاً عن تحرك عراقي تجاه دولة عربية تمتلك علاقات وثيقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، لمنع أي عدوان، والتحذير أيضاً من انفلات الأمور وعدم السيطرة عليها، ما قد يجر إلى توسيع حرب أكبر بالمنطقة في حال أقدم الكيان على هذه الخطوة.استنكار عربيومساء الأحد، ذكرت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها، أن اجتماع الجامعة العربية على مستوى المندوبين بالقاهرة، أصدر "قراراً يدين ويستنكر محاولات الكيان الصهيوني توسيع ممارساته العدوانية في المنطقة، بما في ذلك العراق". وأضاف البيان أن "القرار أدان مخاطبة الكيان الصهيوني لمجلس الأمن، (في ما يتعلق بالعراق)، واعتبر ذلك خطوة لتوسيع عدوانه في منطقة الشرق الأوسط".والأحد أيضاً، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن "الكيان الصهيوني هدد العراق بذرائع واهية تكشف عن نياته العدوانية، ما استلزم منا التأكيد على عدم جعل العراق منطلقاً لأي هجوم"، مضيفاً: "وجهنا وزارة الخارجية بمتابعة ملف التهديد الصهيوني بالمحافل الدولية لمنع محاولات الكيان من إشعال الحرب في المنطقة بشكل أكبر". وأكد في كلمة له في مبنى وزارة الخارجية العراقية في بغداد، أن "العراق دعا مبكراً إلى تكثيف الجهود لإنهاء الحرب في فلسطين ولبنان وحماية المدنيين، والعمل على عدم اتساع نطاق الحرب".وأكد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي "رفض الشكوى الصادرة عن سلطات الكيان الصهيوني والموجّهة ضد العراق"، معتبراً في بيان سابق له أن "هذه الاتهامات لا تعدو كونها ذرائع تهدف إلى تبرير عدوان مخطط له ضد العراق من قبل تلك السلطات، في إطار خطوة جديدة تهدف إلى توسيع رقعة الصراع الإقليمي"، وفقاً لبيان الناطق باسم القائد العام للقوات العراقية المسلحة، اللواء يحيى رسول.يُذكر أن وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، حمّل الاثنين الماضي، الحكومة العراقية مسؤولية "كل ما يحدث على أراضيها"، في معرض تعليقه على هجمات الفصائل العراقية المسلحة. وأضاف: "لقد بعثت برسالة إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، طالبت فيها باتخاذ إجراءات فورية بشأن نشاط المليشيات الموالية لإيران في العراق، والتي تستخدم أراضيها لمهاجمة إسرائيل".