أخلى عشرات السوريين منازلهم ظهر الأحد، في تنظيم كفرسوسة غرب العاصمة دمشق، جراء إنذارات إسرائيلية "كاذبة" هدّدت باستهداف مبانٍ في محيط المدرسة الإيرانية.
إنذارات "كاذبة"وقالت مصادر محلية لـ"المدن"، إن عشرات السكان أخلوا 3 أبنية على الأقل في محيط المدرسة الإيرانية، وجامع عبد الرحمن والحديقة الكائنين في منطقة تنظيم كفرسوسة، وذلك جراء انتشار شائعات بين السكان عن إنذارات إسرائيلية باستهداف الأبنية المُخلاة.وأضافت المصادر أنه لم يُعرف حتى الآن مصدر تلك الإنذارات "الكاذبة"، في حين ذكر السكان أن مخابرات النظام السوري هي من طلبت عبر الهواتف الأرضية إخلاء الأبنية، لأنها ستتعرض لقصف إسرائيلي مع حلول موعد غروب الأحد.في الأثناء، تحدثت حسابات موالية عن أن خرائط تضم أبنية أشير إليها باللون الأحمر سيتم استهدافها، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من حسابات "وهمية"، شبيهة بتلك التي يصدرها الجيش الإسرائيلي قبل استهدافه أبنية سكنية ومواقع في العاصمة اللبنانية بيروت وغيرها.وجاء في الإنذارات المنتشرة: "إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة المزة، والسيدة زينب، وكفرسوسة، وتحديداً في المباني القريبة من مشفى 601 في الخريطة المرفقة، والمباني المجاورة له في منطقة المزة فيلات ومزة 86 القيمرية والقريبة من أفرع الأمن في كفرسوسة. أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع بقوة على المدى الزمني القريب. من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم اخلاء هذا المباني وتلك المجاورة لها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".وحسب ما رصدت "المدن"، فإنه لم يتم إصدار أي إنذارات من قبل الجيش الإسرائيلي أو المتحدث باسمه في هذا الشأن.النظام ينفيمن جانبها، نقلت صحيفة "الوطن" الموالية عن مصدر في شرطة دمشق نفيه كل ما أشيع عن وجود إنذارات أو طلبات من قبل النظام السوري لإخلاء أبنية في كفرسوسة.واللافت، إن عملية الإخلاء جرت على مرأى الحواجز الأمنية لمخابرات النظام السوري المنتشرة في المنطقة. وعبّر عشرات السوريين عن خشيتهم أن يكون النظام السوري هو بالفعل من يقف خلف الإنذارات الكاذبة، وذلك تمهيداً لقصف حقيقي قد يحدث في المدى الزمني القريب، وذلك بالتزامن مع تحذيرات إسرائيلية للنظام، لقطع الطريق عن تهريب السلاح عن حزب لله في لبنان.ويُعد تنظيم كفرسوسة من الأحياء الراقية في دمشق، ويخضع لمراقبة أمنية شديدة، إذ توجد فيه مؤسسات رسمية ومقرات عسكرية وأمنية، أبرزها مقر رئاسة مجلس الوزراء وقيادات الأفرع الأمنية الأربع الرئيسية في سوريا.وفي هذا الحي، اغتالت إسرائيل القيادي العسكري البارز في "حزب الله" عماد مغنية، عام 2008، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعت في مقدمة سيارته، وفق ما كشف عنه مؤخراً رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق إيهود أولمرت.وكانت الطائرات الإسرائيلية قد استهدفت حي كفرسوسة 3 مرات منذ بداية العام 2024، آخرها كان قصف استهدف مبنى يقع قرب منطقة الجمارك السورية، قرب المربع الأمني، وأدى لسقوط قتيل وعدد من الجرحى، وذلك قبل نحو شهر ونصف.