حاضر المستشار السابق في رئاسة مجلس الوزراء خضر طالب عن “الاعلام في زمن الحرب”، بدعوة من مركز خدمة المجتمع في جامعة طرابلس، وفي حضور محمد كمال زيادة ممثلا النائب اشرف ريفي، الشيخ عبد الرزاق اسلامبولي ممثلا مفتي طرابلس محمد طارق إمام، رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال شادي السيد، رئيس جمعية “كشافة الغد” عبد الرزاق عواد، رئيس الرابطة الثقافية رامز فري وممثل رئيس جامعة طرابلس عميد كلية الآداب الدكتور محمود درنيقة.
بعد تلاوة للقرآن الكريم، رحب عماد غنوم بالحضور، مؤكدا “رسالة الجامعة وتقديم ما ينفع الناس وتأسيس المراكز المتعددة اسهاما في توجيه طاقات الشباب”.
ثم تحدثت رئيسة مركز خدمة المجتمع الدكتورة غنى عيواظة، فلفتت الى “العدوان الاسرائيلي على لبنان وشكله الحالي على قاعدة سلب أمن اللبنانيين”، مؤكدة “التمسك بالكلمة كسلاح معبر” .
ثم تحدث درنيقة مرحبا بطالب في رحاب الجامعة التي يحضر طلابها النسيج اللبناني والعالمي، ناقلا ترحيب رئيس الجامعة. ولافتا الى “إيجابية التواصل الاجتماعي وتوفير حرية ما، وان له ايضا تداعيات سلبية متمسكا باهمية العودة إلى المعلومات الدقيقة وتحديدا في زمن الحرب، وحيث لم يعد الاعلام وسيلة لنقل وصناعة الخبر بل لإعداد الخبر والتوجيه، ونحن اليوم نعرف خطورة موضوع الاعلام في زمن الحرب خاصة”.
طالب
وتناول طالب في محاضرته تأريخ الإعلام، ودوره، وتأثيره، وتطوره الكبير، ونماذج من الإعلام العربي أثناء الحروب، والدور الذي لعبه الإعلام اللبناني خلال الأحداث الداخلية والعدوان الإسرائيلي المتكرر على لبنان.
وأشار إلى “الانقسام الحاد في مواقف الإعلام اللبناني من العدوان الحالي، واختلاف المفاهيم والتعابير والتوصيف بين وسائل الإعلام، وذلك تبعاً لانتمائها السياسي أو تمويلها”.
ورأى أن “الحرب الحالية كشفت أن كل وسيلة إعلام حدّدت بنفسها المعايير الوطنية تبعاً لأهوائها السياسية، وأصبحت كل وسيلة إعلامية فاتحة وطنية على حسابها، واختلفت حول المسلمات الوطنية في الموقف من العدو الإسرائيلي، وفي تصنيف الشهداء، وتوصيف المقاومة، وذلك بسبب الفوضى الإعلامية وغياب الرقابة والمحاسبة والضوابط التي يفترض أن تحدّد الإطار العام والمعايير التي يفترض أن تلتزم بها المؤسسات الإعلامية”.
وأوضح طالب أن “الإعلام الحديث لعب دوراً كبيراً في هذه الحرب، لكن أيضاً من دون معايير وضوابط، وهو ما أدى إلى فوضى وأخطاء فاضحة وفادحة تأثرت بها وسائل إعلام عريقة ويفترض أنها صاحبة خبرة”، لافتاً إلى أن “التسرّع، والاعتماد على ما ينشره الإعلام الحديث عبر منصّات وسائل التواصل الاجتماعي، أوقع هذه المؤسسات بالمحظور، , وأورد بعض النماذج من هذه الأخطاء”.
وأكد أن “الإعلاميين اللبنانيين يعملون من دون سقف حماية حقيقي، وأن مؤسساتهم تكتفي بإعطائهم خوذة ودرعاً، وترسلهم إلى مناطق الخطر، ومعظمهم لم يخضع لأي دورة تدريبية على كيفية تغطية الحروب”.
وفي ختام اللقاء وبعد نقاش دار بين الحضور وطالب، قدم الدكتور درنيقة شهاده التقدير باسم رئيس الجامعة الدكتور رافت ميقاتي لطالب.