يرى رئيس المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسية، الدكتور عزمي بشار، أنه مع هيمنة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على الحزب "الجمهوري"، المسيطر على مجلسَي الكونغرس، وبوجود أغلبية يمينية كبيرة في المحكمة العليا، بعد أن عيّن ترامب ثلاثة من أعضائها في فترة رئاسته السابقة، "يمكن ترجيح أنّ آليات الضوابط والتوازنات Checks and balances التي تحافظ على نوع من الرقابة المتبادلة بين السلطات، وتحول دون تغول إحداها (ولا سيما السلطة التنفيذية)، سوف تصاب بشلل نسبي"، وأن الرئيس الأميركي المنتخَب، وإن لم يكن مُطلَق الصلاحيات ولا دكتاتوراً، "قادرٌ على تمرير جزء كبير من أجندته".
وجاء ذلك في دراسة أعدها بشارة، ونشرها المركز العربي تحت عنوان: "انتخابات 2024: من عوامل فوز ترامب وحتى سياساته. هل من جديد؟"، ويتوقف فيها عند تعامل الساسة والإعلاميين الاميركيين مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب بوصفه رئيساً للولايات المتحدة، منذ ظهور نتائج الانتخابات، لأن الرئيس الجالس في البيت الأبيض عاجزٌ عن القيام بأي فعل ذي قيمة، حتى مغادرته بعد أداء ترامب القسم الرئاسي، يوم 20 كانون الثاني/ يناير 2025.
وعلى الرغم من تصديق الولايات على نتائج الانتخابات رسمياً، وفقًا للقانون حتى يوم 11 كانون الأول/ ديسمبر 2024، وانعقاد المجمع الانتخابي في 17 كانون الأول/ ديسمبر، أصبحت هذه المراسم مجرد شكليات في غياب أيّ اعتراضات على فوز ساحق كهذا، حسب المركز.
لقد أُشبِعَت التوقعات من الرئيس القديم/ الجديد تحليلًا وترجيحًا وتخمينًا. والآراء تتباين تحت سقف إجماع على توقّع حصول تغيير فعلي في السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة. فللمرشح الفائز توجهات معلنة، ولا مسوّغ لعدم أخذها بجدية بعد حسم الجزء الدعائي الانتخابي المحض منها. إنّ الفوز على مستوى المجمع الانتخابي والمستوى الوطني (بفارق 1.7 في المئة)، وفي ظروف خسارة الانتخابات السابقة، وقناعة أوساط واسعة من مؤيدي الفائز أن فوز الخصم (بايدن) في الانتخابات السابقة لم يكن مستحقًا، وبعد فوز الحزب الجمهوري بالأكثرية في مجلسَي الكونغرس الأميركي، يجعل التعامل باستخفاف مع أجندات ترامب المعلَنة نوعًا من الخفّة.
وتوقف المفكر العربي عزمي بشارة في الدراسة عند تباهي ترامب بأنه حصل على تفويض شعبي متين وغير مسبوقAmerica has given us an unprecedented and powerful mandate، وتوصل الى أنه "لن تحتمل المؤسسات الأميركية والنظام الدولي القائم منذ الحرب العالمية الثانية تنفيذ كل ما وعد به ترامب جمهوره الشعبي في الحملات الانتخابية الحاشدة بسهولة، ولن تمرّره بيسر، ولا سيما أن بعض البنود متناقض مع غيره في الأجندة ذاتها، أو غير قابل للتطبيق؛ لكنه سوف ينفّذ قسمًا كبيرًا من وعوده على أيّ حال".
ولا يستند التفكير المفضي إلى هذا الاستنتاج إلى الحملة الانتخابية بقدر ما يقيسه على تجربة الماضي، ويجريه على ما يُعرَف عن رجالات إدارته المعيَّنين ومستشاريه الأقربين. وفي الذاكرة دورةُ حكم سابقة لهذا الرئيس طبّق خلالها بعضًا من وعوده بمراسيم رئاسية. وعلى الرغم من تنصّله من العلاقة المباشرة مع "مشروع 2025" الذي يشتمل على خطة شاملة لإعادة هيكلة الحكومة الفدرالية الأميركية، والذي صيغ في إطار مؤسسة "هيريتيج" Heritage Foundation المحافظة، وهو بالفعل برنامج متطرّف جدًا، فإنه لا يصحّ تجاهل دوران الذين صاغوه في فلكه وبالقرب منه.للاطلاع على الدراسة الكاملة هنا:انتخابات 2024: من عوامل فوز ترامب وحتى سياساته