تنتقل المعارك البرية، بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة، من محور إلى آخر، تفرض مكانها وزمانها حالات التسلل والتوغلات الإسرائيلية، التي يتصدى لها عناصر المقاومة بأشكال متعددة، بمؤازرة من الوحدات الصاروخية والطائرات الانقضاضية، على طول الجبهة، بطول اكثر من مئة كيلو متر، من الناقورة وشمع وحتى كفرشوبا وشبعا. وتشكل معركة مدينة الخيام الدائرة حالياً، وقد مضى عليها اكثر من اسبوع، بعد محاولات عديدة للتسلل، "أم المعارك"، حيث يجهد جيش الاحتلال، للإطباق على المدينة، التي تزيد مساحتها على العشرين كيلو متر مربعاً، وتشرف من تلالها، على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية ومناطق في الجولان المحتل.تمركز قوات العدو محصورة
وبحسب المعطيات الشحيحة من أرض الميدان، يترنح الجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة من المدينة، التي توغل إليها سابقاً، وخفض عدد الآليات، في المناطق الشرقية، وانكفأ باتجاه تجمعات للعدو في وطى الخيام. ويفيد سكان بعض المناطق المجاورة للخيام إن معارك الليلة الماضية، التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة والطائرات الإنقضاضية، كانت الأكثر حدة من السابق، ولم يستطع الأهالي النوم، مضيفين أن الحركة في محيط الخيام معدومة، ولا يستطيع أحد التجول، وحتى التقاط صور بالهاتف، وإلا يتحول إلى هدف للطائرات المسيرة.وتفيد المعلومات، أن تمركز قوات العدو محصورة في بعض نواحي المدينة، من بينها، الوطى، وخلة العصافير، والأحياء الشرقية، على بعد مسافة، من معتقل الخيام السابق، وبأن الإسرائيليين، يصطدمون بمقاومة عنيدة، تجعلهم غير قادرين على التقدم بسهولة.وحول التقدم يوم أمس باتجاه بلدة ديرميماس، المطلة على نهر الليطاني، في محلة جسر الخردلي، تفيد المعلومات أن الجيش الإسرائيلي تسلل إلى البلدة، من ناحية كفركلا، وتمركز في اكثر من نقطة، بينها مثلث كفركلا، تل النحاس، القليعة، ومنطقة "دير ميما".مناطق الخاصرة الرخوةوفيما يتعلق بسرعة التقدم إلى المنطقة، التي تم عزلها عن مناطق النبطية، وتم قصف طريقها الرئيسي مرتين، تفيد المعلومات أن منطقة القطاع الشرقي، بما فيها منطقة العرقوب (شبعا، كفرحمام، كفرشوبا، الهبارية وسواها)، وبلدات درب التجلي (منها، مرجعيون، وراشيا الفخار، ودير ميماس) قد تم تحييدها عن حرب الإسناد، دعماً لغزة، بعد تمني ممثليها ذلك، من حزب الله. وأصبح هذا الخط- المحور، دون دفاعات للمقاومة، وشكل خاصرة عسكرية رخوة.ومنذ بدء عمليات التوغل الإسرائيلي، في أوائل تشرين الاول 2024، انطلاقاً من مارون الراس وعديسة، أصبحت خريطة تمركز العدو على مستوى القطاع الشرقي، في كل من حولا، المطلة على وادي السلوقي، ميس الجبل، مركبا، بليدا، محيبيب، أطراف كفرشوبا، وصولاً إلى طلوسة، الواقعة عند طرف وادي الحجير.وعلى صعيد منطقة بنت جبيل، يسجل تواجد للعدو في عيترون، يارون، مارون الراس، عيتا الشعب، القوزح، حانين، وأطراف بنت جبيل ورميش ( منطقة أطمون). وقد سجل في هذه المنطقة، تحديداً عند مربع، عيناتا، عيترون، بنت جبيل، مارون الراس، مواجهات ضارية، قتل فيها ستة إسرائيلين، بينهم ضابط.وفي منطقة القطاع الغربي، التي نقل منها مقطع فيديو وحيد منذ بدء المعارك، يوثق المواجهات، بين جنود الاحتلال وعناصر من المقاومة (عند تل مقام النبي شمعون الصفا، في جوار قلعة شمع التاريخية) فإن القتال، الذي حمل عنوان المرحلة الثانية من التوغل الإسرائيلي، وهو بعمق، ما بين 3 إلى حوالي ستة كيلو مترات. وتمكن جيش الاحتلال، بعد 11 شهراً من قصف البلدات والأودية، من التقدم نحو الجبين وطيرحرفا، ومنهما إلى وسط بلدة شمع. وسلكت الدبابات المتوغلة، طرق غير مكشوفة، آتية من علما الشعب- عين الزرقاء، ووادي حامول، دون اجتياز الناقورة، التي تتواجد فيها تجمعات، في منطقة اللبونة فقط.وتتخذ قوات الاحتلال حالياً، تجمعات لقواتها، في يارين ومثلث الجبين، شيحين، طيرحرفا، ووسط بلدة شمع "محيط القلعة" وعلى بعد عشرات الأمتار من مقر قيادة القطاع الغربي في اليونيفيل، ومنطقة " دير حنا" في محلة البياضة، التابعة إدارياً لبلدة شمع، ويفصلها عن البحر، الطريق العام، الذي يربط الناقورة بمدينة صور.