تناقضات الميدان تحاصر ورقة هوكشتاين
2024-11-23 06:55:53
ليبانون ديايبت - فادي عيدإلى إدارتين ورئيسين في واشنطن، سيرفع الموفد الأميركي "فوق العادة" آموس هوكشتاين، خلاصة محادثاته "الماراتونية" في لبنان وإسرائيل، والتي يبدو الأبرز والأهمّ فيها موقف "حزب الله" الذي تبلّغه هوكشتاين من الرئيس نبيه بري، وأعلن خطوطه العريضة، ولو بشكلٍ هامشي، وعن قصد، الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم.ما حمله موفد الرئيس جو بايدن من بيروت، على قدر كبير من الأهمية، ولا يوازي من حيث تأثيره على اتفاق وقف النار، ما سمعه هوكشتاين في إسرائيل، حيث كانت زيارته ولقاءاته مقتضبة، كون ما بحثه يتصل فقط بالموقف اللبناني، لأن بنود وثيقة التسوية أو الإتفاق المطروح "معلومة" من بنيامين نتنياهو، الذي اطّلع عليها سابقاً.فالأميركيون ناقشوا ورقتهم للتسوية مع إسرائيل، وقد أكدت لهم موافقتها عليها، وهو ما بات معروفاً بورقة الضمانات أو الملحق الجانبي لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية.لكن هذا التقاطع المسبق على ملحق الضمانات، الذي بقي خارج الإتفاق الذي تمت مناقشته مع لبنان، لم يمنع تسجيل اعتراضات إسرائيلية على مسودة الإتفاق الأميركية، التي تضمّنت تعديلات "لبنانية" بما ينسجم مع احترام وإطار السيادة اللبنانية، وذلك بعد يومين من النقاش وجلسات العمل في عين التينة وفي السفارة الأميركية.أسبوع واحد قد يفصلنا عن إعلان الحل، هذا ما يُطرح في الأروقة السياسية المواكبة لحركة هوكشتاين، ولكن بعد تذليل العقبتين اللتين وضعتهما إسرائيل أمام سير الإتفاق، الأولى تتعلق بالمطلب الإسرائيلي بحرية العمل العسكرية، والتي لا تزال تصرّ عليها بعد وقف النار وفي فترة الشهرين اللذين يتبعان إنجاز الإتفاق، بينما الثانية ترتبط بلجنة الإشراف على تنفيذ القرار الدولي 1701 وبالتحفظات الإسرائيلية على انضمام فرنسا إليها.لكن لا يمكن الركون إلى كل ما يخرج من مواقف ومقاربات خارجية، وخصوصاً في إسرائيل التي قد تكون مناقضة لما يدور في الكواليس، حيث يجري التسويق بأن المدخل إلى الحل سيكون خلال ال60 يوماً بعد وقف النار، على أن يتمّ بعدها تكريس اتفاق وقف النار بناءً على التنفيذ في المرحلة الأولى.وتوازياً، يطرح التصعيد اللافت والتوغل البري الإسرائيلي علامات استفهام لجهة التردّدات على الإتفاق السياسي وأهدافه الأساسية. وهنا يقول المحلّلون العسكريون، إن السيطرة بالنار والحصار لبعض القرى الجنوبية، تشير إلى أن العدو الإسرائيلي، ما زال يسعى لتحقيق هدفٍ خطير وهو إقامة منطقة فاصلة بعمق 3 إلى 5 كيلومترات على الحدود، وهو يريد السيطرة بالنار على نقاط جغرافية معينة في القطاعين الشرقي والغربي وعزلهما عن القطاع الأوسط، تمهيداً لقطع طريق الإتصال بين الجنوب والبقاع، ومن البديهي أن يترك هذا التوغل الميداني ظلالاً سلبية على العملية التفاوضية، ويفاقم الضغط على مهمة هوكشتاين، التي تشمل حتى اللحظة، هدنةً يتم خلالها انسحاب الإسرائيليين بالكامل إلى ما وراء الحدود مقابل انتشار الجيش اللبناني وتراجع الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، ويشير المحلّلون العسكريون، إلى تناقضات عدة ما زالت تطبع اللوحة الميدانية وتهدِّد الآليات التنفيذية لورقة هوكشتاين، وترفع منسوب الغموض وضبابية الأيام المقبلة وخطورتها رغم تمسّك هوكشتاينببعض الإيجابية.
وكالات