في الوقت الذي تُسجل فيه مناطق شمال شرقي سوريا زيادة في التوتر على خلفية القصف المتبادل بين ميليشيات مدعومة من إيران، وقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أجرى الجيش الأميركي تدريبات عسكرية "واسعة" على صواريخ "هيمارس" سريعة الحركة.
ونشر الحساب الرسمي لـ"قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب"، صوراً للتدريبات التي أجرتها القوات الأميركية على استخدام صواريخ من طراز "M142"، لـ"دعم عملية العزم الصلب".
Precision in motion, power in action!@USArmy #soldiers of the Wyoming Army National Guard perform training using the Guided Multiple Launch Rocket System from the M142 High Mobility Artillery Rocket System in Northeast Syria in support of OIR.@CENTCOM @usarmycentral pic.twitter.com/pwKoet3aLV
— Operation Inherent Resolve (@CJTFOIR) November 21, 2024
وكانت القوات الأميركية قد أدخلت صواريخ "هيمارس" إلى سوريا، في العام 2017، وتحديداً إلى قاعدة التنف عند المثلث الحدودي السوري-الأردني-العراقي. وبعد زيادة الضربات لقواعد التحالف في شمال شرقي سوريا، نشرت في العام 2023، المنظومة في قاعدتي "كونيكو" و"العمر"، في ريف دير الزور الشرقي، الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).التعامل مع الميليشيات الإيرانية
وتأتي التدريبات على هذه الصواريخ، بعد نحو أسبوع من شن الجيش الأميركي ضربات واسعة على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، رداً على "هجمات على جنود أميركيين في سوريا"، وفق تعبير بيان صادر عن الجيش الأميركي.
وأوضح مصدر عسكري لـ"المدن"، أن راجمة "هيمارس" مهمتها التعامل بدقة مع أي هدف قد يشكل مصدر خطر على القواعد الأميركية دون الحاجة للطائرات، مؤكداً أن "التدريبات أجريت في قاعدة كونيكو".
وتؤمن المنظومة تغطية وحماية عاجلة للقواعد الأميركية، من الهجمات التي قد تشنّ من أسلحة صغيرة، بجانب القذائف الصاروخية والمدفعية، كما بيّن المصدر، الذي قال: "تقوم هيمارس بالحماية السريعة، وقد تستكمل الطائرات المهمة".
ويبدو أن واشنطن تتحضر لخروج الوضع في سوريا والمنطقة عموماً عن السيطرة، في ظل مخاوف من حرب واسعة بدأت مؤشراتها تظهر بزيادة غارات الاحتلال الإسرائيلي على مواقع في سوريا، ويدعم ذلك، تركيز واشنطن على تدريب القوات الموجودة في سوريا على منظومة "هيمارس"، في هذا التوقيت.
من جهة أخرى، يرى المصدر أن القوات الأميركية تستعد لزيادة الهجمات المتفرقة من الميليشيات الإيرانية، خصوصاً مع اقتراب موعد تولي إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة، مبيناً أن "طهران قد ترى في هذا التوقيت فرصة لتوجيه ضربات "قاسية" للقوات الأميركية في سوريا، بهدف دفع ترامب إلى اتخاذ قرار سحب قواته من سوريا".
أميركا ترفع جاهزية قواتها
لكن رئيس مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، يربط التدريبات الأميركية على منظومة "هيمارس" في سوريا، بما يجري في أوكرانيا.
ويقول الأسعد لـ"المدن"، إن شبح حرب مفتوحة بات يخيم على العالم، بعد سماح واشنطن لكييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى من طراز "أتاكمز"، في حربها ضد روسيا، وبعد رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السريع، بتوقيعه مرسوم العقيدة النووية الروسية.
وأضاف الأسعد أن واشنطن رفعت جاهزية قواتها في كل دول العالم، خصوصاً في قواعدها بسوريا، القريبة من مراكز النفوذ الإيراني، حيث تتحضر أميركا لعمليات قتالية محتملة، علماً أن طهران ستكون إلى جانب موسكو، بحسب موسكو.