لم يكَد آموس هوكشتين يغادر لبنان إلى إسرائيل للتأكد من مدى التزام بنيامين نتنياهو التوصل لاتفاق، حتى أشعلت إسرائيل النار مجدداً في الضاحية الجنوبية وصولاً إلى قرى بعلبك بالغارات التدميرية. وسواء كان هذا الضغط رفضاً لوقف النار، أم ضغطاً على لبنان وحزب الله، فإن الإشارة كانت كالعادة سوداوية. وعلى الحدود، كانت الهجمات الإسرائيلية المدرعة تتصاعد على البلدات الحدودية وخاصة الخيام حيث خيضت أعنف المعارك، فيما واصل حزب الله استهداف مواقع إسرائيلية بالصواريخ، من شمال فلسطين المحتلة وصولاً إلى الجولان.
وكان آموس هوكشتين بدأ اليوم الخميس محادثات مع نتنياهو، سعياً لمعرفة الجواب الرسمي الإسرائيلي الحقيقي على المسودة التي تم الإنتهاء منها مع لبنان، واستكملها مساء بلقاء مع وزير الدفاع ورئيس الأركان لدراسة مقترح وقف النار، وبالتحديد نقطة الجدل المتمثلة ب"حرية الحركة" التي رفضتها بيروت. ومن لاهاي، كانت المحكمة الجنائية الدولية تصدر قراراً ملزماً لكل الدول الأعضاء في المحكمة والإتحاد الأوروبي باعتقال نتنياهو ووزير الدفاع المُقال يوآف غالانت على خلفية ارتكاب جرائم حرب، ما أثارَ ردود فعلٍ رافضة في إسرائيل تحت ذريعة "معاداة السامية".
وفيما تحلُّ غداً ذكرى الإستقلال في أحلك ظرف يمكن أن يمر به لبنان الكبير، شدد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على أنَّ الإستقلال مهدد بسبب حرب لم يكن يجب أن يدخلها لبنان، وبسبب محاولة إسرائيل احتلال لبنان من جديد. وسأل باسيل: هل كتب علينا أن نحيي أكثر من ذكرى استقلال وتحرير لأن المسؤولين قرارهم غير مستقل؟
وفي المواقف الداعمة لانتخاب رئيس قال مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان "لا نريد إتفاقًا يتناقض مع السيادة اللبنانية ونتمنى أن يُنجز الإستحقاق الرئاسي بكل سرعة"، مشيراً إلى أن "اتفاق الطائف هو الدستور ولا يحق لأحد تجاوزه".