كشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن موقع "إكس" يسمح للمستخدمين الموثقين بالترويج لروابط مواقع إلكترونية تبيع مقاطع فيديو لانتهاكات جنسية ضد الأطفال.
ويدفع المستخدمون الموثقون الذين يتم تمييزهم بعلامة زرقاء، رسوماً شهرية لجعل حساباتهم أكثر بروزاً في الشبكة التي تدهورت بعد استحواذ رجل الأعمال اليميني المتطرف أيلون ماسك عليها العام 2022. وتزعم الشبكة أن عملية التحقق من الهوية تشمل إجراءات لضمان "سلامة" مستخدمي الموقع.ووجدت "بي بي سي" حسابات موثقة تشارك روابط لمواقع تروج لبيع مقاطع فيديو لانتهاكات جنسية، تم حظرها جميعاً بعد الإبلاغ عنها. وقال متحدث باسم منصة "إكس": "تم إيقاف هذه الحسابات وفقاً لسياساتنا"، لكن فريق العلاقات العامة لم يرد على مزيد من الأسئلة المتعلقة بعملية التحقق على المنصة.وعثر على الحسابات الموثقة من خلال البحث عن كلمات مفتاحية بـ"لهجة عربية" يستخدمها المعتدون للتواصل مع بعضهم البعض في "إكس" منذ ستة أشهر على الأقل. ولم تشارك الحسابات المحتوى غير القانوني بشكل مباشر، لكن حسابات أخرى غير موثقة استخدمت نفس الكلمات الرئيسة لنشر مواد إساءة معاملة الأطفال جنسياً.وتوصل تحقيق "بي بي سي" إلى أن خمسة مستخدمين موثقين شاركوا روابط لمواقع إلكترونية تبيع ما يبدو أنها مواد تتعلق باستغلال الأطفال جنسياً. كما توصل التحقيق إلى أن أحد الحسابات الموثقة كان فعالاً لأكثر من عام ونشر الروابط لأكثر من ستة أشهر من دون أن تتخذ "إكس" أي إجراء، كما أن هناك حساباً موثقاً نشر فيديو يظهر محتوى للبيع يحمل تسمية "أطفال".وخلال التحقيق، قامت "إكس" بحظر إحدى الكلمات المفتاحية، لكن في وقت سابق من الشهر الجاري، تم فتح حساب موثق يحمل نسخة معدلة من الكلمة المفتاحية نفسها كاسم للحساب الشخصي. واتبعت التحقيقات إرشادات صارمة من "بي بي سي"، بحيث لا يتم الإفصاح عن الكلمات المفتاحية المستخدمة.وفي الربيع الماضي، حظرت منصتا "إنستغرام" و"فايسبوك" بعض تلك الكلمات المفتاحية، وعند البحث على تلك المنصتين المملوكتين لشركة "ميتا"ـ لم يتم العثور على مواد لاستغلال الأطفال جنسياً. لكن من غير الواضح إذا كانت "إكس" ستتخذ إجراءات مشابهة.والحسابات الموقفة التي تم التحقق منها كان عدد المتابعين لها قليل جداً، يتراوح بين العشرات إلى المئات، لكن منشوراتهم كانت قادرة على الوصول إلى نطاق واسع، بعضها وصل إلى أكثر من 40 ألف مشاهدة. كما نشرت الحسابات عروضاً ترويجية ورسائل تشبه الإعلانات لقنوات "تيلغرام" تحتوي على لقطات شاشة لملفات يتم عرضها مع تسميات مثل "صبي صغير" و "فتاة صغيرة".ولم تشتر "بي بي سي" حق الوصول إلى هذه الملفات، لذلك لم تتمكن من تأكيد ما إذا كان البائعون حقيقيين، لكن "تيلغرام" تعرضت أيضاً لانتقادات شديدة من قبل وكالات إنفاذ القانون والجمعيات الخيرية، لاستضافتها أنشطة غير قانونية، بما في ذلك مواد استغلال الأطفال جنسياً. وتم القبض على الرئيس التنفيذي للشركة في باريس، في آب/أغسطس الماضي، للتحقيق بفشله في منع الجريمة، بما في ذلك توزيع تلك المواد المسيئة على منصته.بالإضافة إلى الحسابات الموثقة، وجدت "بي بي سي" أيضاً نحو 12 حساباً عادياً يشارك روابط تحت الكلمات المفتاحية نفسها. وكان بعض هؤلاء ينشرون مواد استغلال الأطفال جنسياً مباشرةً في موجزات "إكس" الخاصة بهم.وأرسلت "بي بي سي" الحسابات إلى مؤسسة مراقبة الإنترنت، التي تعمل على التحقيق في مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال والإبلاغ عنها وإزالتها عبر الإنترنت. وأكد خبراء المؤسسة أن أحد الحسابات كان يشارك مقاطع فيديو من الفئة ب، وهي ثاني أكثر الفئات جرمية تطرفاً، والتي تصور نشاطاً جنسياً "غير كامل" مع الأطفال.وقال الخبراء: "تمت تغطية جميع مقاطع الفيديو إلى حد ما باستخدام ملصق رقمي دائري أسود يحمل اسم متجر، لكن كان بالإمكان رؤية ما يكفي منها ليتم تقييمها واتخاذ إجراءات، حيث تحتوي على محتوى استغلال الأطفال جنسياً".وأظهرت مقاطع الفيديو أولاداً وبناتاً تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات، ليسوا في نفس الفيديو، من خلفيات عرقية بيضاء وآسيوية وأخرى غير محددة. ويبدو أن الحسابات الأخرى التي شاركتها "بي بي سي" مع المؤسسة تم تعليقها أو إزالة المحتوى غير القانوني.فيما شارك أحد الحسابات غير الموثقة مقطع فيديو من الفئة "أ" حيث يظهر ممارسة الجنس الكامل مع صبي يبلغ من العمر حوالي 10 سنوات.