أعلن في الجزائر، يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني، تقديم شكويَين في آب، في وهران، ضد كمال داود الفائز بجائزة غونكور الفرنسية 2024، وتقول إحدى الناجيات من مذبحة ارتكبت خلال الحرب الأهلية في التسعينيات أن المؤلف نقلها في روايته "حوريات"، لا سيما الأسرار التي باحت بها لزوجة الكاتب التي كانت تعمل طبيبة نفسية آنذاك.وظهر الجدل يوم الجمعة 15 تشرين الثاني الجاري، عندما بثت قناة "وان تي" في الجزائرية مقابلة مع سعادة عربان، إحدى الناجيات من مذبحة إسلامية خلال الحرب الأهلية. وتتهم كمال داود بأنه استغل في روايته "حوريات"، الأسرار التي باحت بها خلال جلسات العلاج النفسي مع زوجة الكاتب. ولم يعلن عن هذه المعلومات إلا يوم الأربعاء 20 تشرين من قبل المحامية فاطمة بن براهم، لكن شكويَين قدمتا في وهران ضد كمال داود، والطبيبة النفسية عائشة دحدوح، نيابة عن سعادة عربان والمنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب، منذ شهر آب، وذلك "بعد أيام قليلة من نشر الكتاب". وبحسب المحامية، نقلاً عن تصريح لوكالة فرانس برس، فإن المشتكيين "لم يرغبا في الحديث عن الأمر، حتى لا يقال إنهما أرادا تعطيل تعيين المؤلف لجائزة غونكور".وتتعلق الشكاوى بانتهاك السرية الطبية و"التشهير بضحايا الإرهاب وانتهاك قانون المصالحة الوطنية". وتجدر لإشارة إلى المادة 46 من ميثاق المصالحة الجزائرية التي تنص على عقوبة السجن لكل من "يستغل جراح المأساة الوطنية لتقويض مؤسسات الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، وإضعاف الدولة، والإضرار بشرف أعوانها الذين قد خدموها بجدارة، أو شوهوا صورة الجزائر دولياً".ولم يردّ الكاتب كمال داود على هذه الاتهامات، لكن دار "غاليمار" الفرنسية الناشرة لأعماله، نددت "بحملات تشهير عنيفة مدبرة من النظام الجزائري" ضد الكاتب منذ صدور روايته وفوزها بأكبر جائزة أدبية في فرنسا.وقال أنطوان غاليمار في بيان "في حين أن رواية حوريات، مستوحاة من أحداث مأسوية وقعت في الجزائر خلال الحرب الأهلية في التسعينيات، إلا أن حبكتها وشخصياتها وبطلتها خيالية بحتة". وأضاف رئيس دار النشر: "بعد منع الكتاب ودار النشر من المشاركة في معرض الجزائر للكتاب" خلال الشهر الحالي، "جاء الآن دور زوجته (وهي طبيبة نفسية) التي لم تزوّد (زوجها الكاتب) بتاتاً بأي مصدر لصياغة رواية الحوريات، ليُمسّ بنزاهتها المهنية".وتحكي الرواية التي يجري بعض أحداثها في وهران، قصة شابة فقدت القدرة على الكلام بعد تعرضها لمحاولة قتل ذبحاص في 31 كانون الأول/ديسمبر 1999، خلال الحرب الاهلية التي أسفرت عن 200 ألف قتيل بحسب أرقام رسمية.وتأتي الاتهامات الموجهة إلى كمال داود، الذي كثيراً ما تتعرض مواقفه السياسية لانتقادات في بلاده، في سياق التوترات الدبلوماسية بين باريس والجزائر، والتي أحياها الاعتراف بـ"السيادة المغربية" على الصحراء الغربية، ثم زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين 28 و30 تشرين الأول/أكتوبر إلى المغرب.