أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأربعاء، بأن الخطط الإسرائيلية حيال تعزيز الاستيطان والسيطرة العسكرية على قطاع غزة تُطبق فعلياً على الأرض، واعتبرت أن الخطوات الإسرائيلية الراهنة ومن ضمنها تعزيز سيطرة الجيش وتوسيع محاور هذه السيطرة وإنشاء مواقع عسكرية في القطاع، ليس إلا تمهيد للسيطرة على مناطق واسعة، وعملياً الشروع في الحكم العسكري.
مناقشات يقظةوأضافت الصحيفة أن الأيام الأخيرة تشهد مناقشات "يقظة" بين عدة جهات، من بينها وزير الأمن يسرائيل كاتس، وكبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، ووزراء كبار، من أجل تعزيز هذه السياسة. ونقلت عن مصادر مطّلعة لم تسمّها قولها إن هناك عدة شخصيات في قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال تدفع بهذا الاتجاه وتناقشه مع المستوى السياسي.واعتبرت الصحيفة فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية وإقالة يوآف غالانت واستبداله بوزير الأمن الجديد يسرائيل كاتس، متغيرين أساسيين مهمين لإزالة العقبات من أمام الأعضاء الأكثر تطرفاً في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) ويشكلان خلفية الانتقال إلى خطوات فعلية في هذا السياق.وبحسب المصادر، عارض غالانت أفكار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بشأن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وعبّر عن موقف المؤسسة الأمنية بمجموعة من القضايا، منها ما يتعلق بهدم البؤر الاستيطانية، واستصدار أوامر اعتقال إدارية ضد نشطاء في اليمين المتطرف، وكذلك بشأن "اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة.وتتماشى خطة السيطرة على الأرض، وفقاً للصحيفة العبرية، مع "الثمن" الذي يجبيه الاحتلال من حركة حماس، ومع خطط المستوطنين للاستيطان في شمال القطاع. وترى جهات استيطانية أن هناك "فرصة تاريخية" لن تتكرر لتغيير الواقع على الأرض أمام الفلسطينيين. كما تدعي الجهات نفسها أنه تقرر عدم انتظار دخول إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في كانون الثاني/يناير 2025، والشروع فوراً في تنفيذ عمليات على الأرض، من أجل طرح خطط تشكل أساساً لعمل الإدارة الأميركية الجديدة.شركة أميركيةفي السياق، أفادت إذاعة كان ريشت بيت، التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي تفحص خطة جديدة بشأن توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة، وذكرت أن إحدى الإمكانيات المقترحة هي أن تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بتفعيل منطقة توزيع يتم تأمينها من قبل شركة أميركية خاصة. ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر أن المستوى السياسي وعلى رأسه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يبدِ تحفظاً على هذه الفكرة.والقرار الإسرائيلي المتوقع بهذا الخصوص تنفيذ خطة في منطقة جباليا "كتجربة أولية"، بحيث تبقى القوات الإسرائيلية لعدة أشهر، بادعاء أن الشركة تحتاج لمدة بين 60 إلى 90 يوماً كي تنظم نفسها وتبدأ العمل. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن تكلفتها في الفترة الأولى ستصل إلى 50-60 مليون دولار بينما ليس واضحاً حتى الآن من سيمولها.وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد أجرى مداولات في مقر فرقة غزة العسكرية حول خطة إدخال الشركة الأميركية إلى شمال القطاع، الأربعاء، وسيعقد اجتماع الكابينت السياسي الأمني، غداً الخميس، للتداول في هذه الخطة.