المحور الغربي تحت "كماشة" العدو... رهان أفقد الحزب فرصة كان يخطط لها!
2024-11-20 15:55:42
""يشهد جنوب لبنان تصعيدًا ميدانيًا متسارعًا مع استمرار التوغل البري الإسرائيلي، الذي يترافق مع عمليات قصف مكثفة واستهداف منهجي للبنية التحتية. تهدف هذه العمليات إلى تقليص نفوذ حزب الله وتدمير قدراته العسكرية، باستخدام تكتيكات ميدانية جديدة تختلف عن تلك المستخدمة في الحروب السابقة. وفي إطار المرحلة الثانية من التوغل، توسّع إسرائيل عملياتها العسكرية شرقًا وشمالًا لتحقيق أهداف استراتيجية قد تمنحها سيطرة خطيرة على المحور الغربي.في هذا السياق، أكد الخبير والمحلل الاستراتيجي، العميد المتقاعد خالد حمادة، في حديث إلى ""، أن "الوضع الميداني عند الحدود الجنوبية، والذي قالت إسرائيل إنها أنهت المرحلة الأولى منه بعد أن حقّقت أهدافها، وأطلقت المرحلة الثانية، يمكن تلخيصه على الشكل التالي:عمليات المرحلة الأولى لم تكن سوى عمليات أسميناها مرحلة استطلاع بالنار، لكنها تميزت بالقوة وتنفيذ أهداف محددة. هذه المرحلة شملت توغلات إسرائيلية في القرى الحدودية الواقعة على عمق يتراوح بين 3 إلى 4 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية.أوضح حمادة أن "القوات الإسرائيلية، بمشاركة عناصر الكوماندوس وعناصر الهندسة، دمرت بنية تحتية تعود لحزب الله، تضمنت أنفاقًا، مواقع هجومية، مخازن ذخيرة، ومراكز قيادة وسيطرة. القرى التي شملها هذا التدمير بشكل شبه كامل ضمت كفركلا، مركبا، حولا، ميس الجبل، محيبيب، بليدا، مارون الراس، يارون، رميش، عيتا الشعب، الضهيرة، ويارين".وأشار إلى أنه "في المرحلة الثانية، توسعت العمليات الإسرائيلية شرقًا وشمالًا، مع توغل نحو مشارف الطيبة ومشارف وادي الحجير، وهناك تقدم باتجاه بنت جبيل. كما شهدت الجبهة تطورًا ملحوظًا، خاصة من قرية الضهيرة ويارين باتجاه طير حرفا وقرية شمع، حيث تمركزت المدفعية الإسرائيلية هناك، ما أدى إلى السيطرة على بلدة البياضة، التي تشرف على الساحل اللبناني الممتد من الناقورة حتى صور، مما يمنح إسرائيل سيطرة كبيرة على المحور الغربي".وأضاف: "أما على المحور الشرقي، هاجمت إسرائيل مجددًا قرية الخيام، التي سبق وانسحبت منها بعد السيطرة على أجزاء كبيرة منها، بما في ذلك تلة الحمامص وتلة المعتقل. وفي الوقت نفسه، وُجّهت إنذارات إلى قرى واقعة في القطاع الشرقي، مثل كفرشوبا، كفرحمام، دير ميماس، يحمر، رب ثلاثين، وصولًا إلى كفر تبنيت، وامتدادًا نحو الشمال الشرقي باتجاه بلدات بلاط وربين".ولفت إلى أن "العدو قد يسعى للتقدم باتجاه مجرى الليطاني من الجهة الشرقية، الذي يبعد عن الحدود حوالي 5 إلى 6 كيلومترات، مقارنة بالمحور الغربي الذي يبعد نحو 25 كيلومترًا عن الحدود".وفيما يتعلق بالمواجهات، قال حمادة: "سُجلت حادثة استدراج واحدة، حيث قُتل ضابط وخمسة جنود إسرائيليين نتيجة تفجير منزل مفخخ. بخلاف ذلك، لم تشهد المعارك تقاربًا مباشرًا أو ما يسمى "معارك صفرية" كما حدث في غزة. ورجع حمادة ذلك إلى التدمير الذي نفذته إسرائيل للمواقع الأمامية لحزب الله، مما أضعف قدرة الحزب على صد التوغلات".وأشار إلى أن "إسرائيل اعتمدت تكتيكات جديدة، مبتعدة عن زج الوحدات المدرعة، وفضلت الدخول السريع، التدمير، ثم الانسحاب، ومن ثم إعادة هذه الكرّة. وبالتالي أدى ذلك إلى تدمير كل النطاق الأول من مجموعة القرى الحدودية، واليوم في المرحلة الثانية يتم توسيع هذا الاختراق ليبلغ مسافة أكثر من ذلك".وأردف حمادة: "حزب الله، ومن خلال تصريحات منابره الإعلامية وحلفائه الدوليين، ينفي نجاح إسرائيل في احتلال أي قرية جنوبية. ومع ذلك، أشار حمادة إلى أن العدو الإسرائيلي قد غيّر استراتيجيته الميدانية التي كان يعتمدها في حرب 2006 وما قبلها. كانت الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية تقوم على الحرب السريعة الخاطفة ونقل المعركة إلى أرض العدو، مع التركيز على احتلال النقاط الحاكمة بواسطة هجمات تكتيكية مفاجئة ينفذها الجيش الإسرائيلي، ثم تلتحق بها وحدات مدرعة لتعزيز السيطرة. وقد بنى حزب الله استراتيجيته القتالية على مواجهة هذا النوع من العقيدة القتالية الإسرائيلية".وتابع: "لكن، في هذه الحرب، استفادت إسرائيل من الدروس المستخلصة من الحروب السابقة، وتخلّت عن زج الوحدات المدرعة أو تشكيلات الهجوم التقليدية التي تهدف إلى الاختراق والتوسع داخل جنوب لبنان. عوضًا عن ذلك، اعتمدت استراتيجية التوغل المحدود، مع تنفيذ عمليات تفجير وتدمير للبنية التحتية، واشتباك مع مجموعات حزب الله التي تصادفها في الميدان، بهدف تحييدها أو قتلها، ثم الانسحاب سريعًا دون تعريض قواتها لمخاطر كبيرة".وعليه، أكّد حمادة, أنه "لم ينجح حزب الله بأي عمليات أسر أو خطف جنود، أو حتى الاستيلاء على جثث الجنود الإسرائيليين، وهي الأمور التي كان حزب الله يراهن عليها في معاركه. وهذه الاستراتيجية الجديدة أفقدت حزب الله الفرصة التي كان يخطط لها".
وكالات