أكدّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أنّه "حققنا تقدماً إيجابياً في المفاوضات مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري"، ومن عين التينة وخلال زيارته الثانية، قال هوكشتاين "سأسافر من بيروت إلى إسرائيل لمحاولة التوصل إلى حلّ". وبعدما تسلم النسخة النهائية على "الاتفاق الأميركي" من الجانب اللبناني، قال هوكشتاين في تصريح مقتضب "سأعمل مع الادارة الأميركية الجديدة بشأن جهود التهدئة في لبنان".
هوكشتاين الذي أطلق العنان للتفسيرات بما سيؤول إليه الوضع على مستوى التوصل إلى وقف لاطلاق النار، أشار إلى أنّه "لا يمكن الإفصاح علناً عن النقاط الخلافية بشأن اتفاق وقف النار في لبنان، وسأذهب الى إسرائيل للمناقشة هناك بناء على ما ناقشناه هنا".
وإزاء "الخطوة تلو الأخرى" التي أشار إليها الموفد الأميركي، قال هوكشتاين "نعمل عن كثب مع الإدارة في لبنان وإسرائيل وسنطلعكم على ما نتوصل إليه"، وعليه يتوجه إلى تل أبيب لعقد مباحثاته بشأن وقف اطلاق النار مع لبنان، وسيجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو غداً الخميس. وبالتزامن يعقد الكابينت الإسرائيلي اجتماعًا، يوم غد الخميس، لبحث وقف اطلاق النار. ارضاء أميركاوأمام حقيقة أنّ كل المؤشرات السياسية والتصريحات توحي بأنّ المفاوضات "جدية" إلى حد كبير- بغض النظر عن النتائج- بما يتعلق بالوساطة الأميركية التي يستكملها هوكشتاين في تل أبيب، وعليه يبقى السؤال فيما إذا كان نتنياهو مستعد لتوقيع اتفاق مع لبنان. وهو ما بدأ يقرأه المسؤولون في إسرائيل والاعلام الإسرائيلي. وتوازياً، نقلت مصادر ديبلوماسية لموقع "المونيتور" أنّ نتنياهو ابدى استعداده لتوقيع اتفاق لوقف اطلاق النار في لبنان يتضمن دوراً عسكريا أميركياً، وذلك يأتي "في إطار السعي لارضاء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حيث يسعى نتنياهو لتجنب تصعيد الوضع في لبنان وضمان دعم أميركي مستقبلي" بحسب المصادر.حرية العملوتأكيداً على حرية تحرك إسرائيل، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس إلى أن "وصول هوكشتاين إلى المنطقة يدل على أن الولايات المتحدة تؤمن بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع لبنان". وأكد كاتس أن "أي اتفاق سيتم التوصل إليه مع لبنان سيتضمن الحفاظ على حرية تحرك إسرائيل ضد أي خرق للاتفاق".
من جهة ثانية أضاف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أنه "من المهم التوصل إلى اتفاق يمكن أن يصمد أمام اختبار الزمن"، كاشفاً أنّ "تل أبيب على تواصل مع الأميركيين بشأن تسوية محتملة في لبنان".
كما شدد على أن "الخطط التي كشفها الجيش الإسرائيلي بشأن حزب الله كانت أكثر خطورة مما نفذته حركة حماس".
ساعر أوضح أنّه "من الضروري التأكيد على رغبة إسرائيل في إبرام اتفاق مع لبنان يستمر لفترة طويلة، مع ضمان حرية العمل العسكري في حال حدوث أي خروقات". وقال "علينا أن نكون قادرين على التحرك في الوقت المناسب، قبل أن تتفاقم المشكلة، لأننا تعلمنا الكثير من واقع البنى التحتية الهائلة التي وجدناها على الأرض في لبنان وغزة، بعد 7 تشرين الأول، ولن يُسمح لهذه المنشآت بالنمو مرة أخرى، ولن يُسمح لها بالتطور إلى تهديد مرة أخرى".العودة للشمالمن جهته أشار قائد الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين، إلى أن "هدفنا تهيئة الظروف لعودة سكان الشمال إلى ديارهم بأمان وحمايتهم"، بينما قال الوزير السابق بمجلس الحرب غادي آيزنكوت إنّ "إقامة منطقة أمنية في لبنان ستؤدي إلى حرب عصابات".
وبالموازاة نقلت وسائل اعلام إسرائيلية أنّ "اطلاق الصواريخ من قبل حزب الله باتجاه الوسط بالتوازي مع القصف المستمر على مستوطنات الشمال يهدف إلى إرسال رسالة واضحة بأنّ يده هي العليا في مفاوضات وقف إطلاق النار". كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أنّه "هناك الكثير من التقدم لكننا لم نصل بعد إلى نقطة الاتفاق بشأن لبنان"، لتنقل بدورها "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي كبير بشأن محادثات وقف إطلاق النار قوله إنّه "ما زلنا غير قريبين من التوصل إلى إتفاق في الشمال".
وعلى صعيد متصل، دعت الخارجية الفرنسية إلى وقف فوري لإطلاق النار وتنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 من قبل كافة الأطراف.كلمة لقاسممحلياً، أعلنت العلاقات الاعلامية في حزب الله عن كلمة مرتقبة للامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، اليوم، بعدما كان من المفترض أن يلقي قاسم خطابه أمس الثلاثاء، ولكن أعلن تأجيل الكلمة إلى وقت لاحق.
وعلى مستوى الحراك السياسي، التقي الرئيس نبيه بري في عين التينة كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأدميرال إدوارد ألغرين والوفد العسكري المرافق، بحضور السفير البريطاني هاميش كاول.
وضمن جولة هوكشتاين في لبنان، كان قد التقى بالرئيس العماد ميشال عون في دارته في الرابية، ترافقه السفيرة الأميركية ليزا جونسون. وأطلع الموفد الأميركي، عون على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وتم استعراض بعض الافكار والمقترحات التي تعزّز حقوق لبنان في هذه المفاوضات ودور الجيش اللبناني المعوّل عليه كثيراً بعد وقف اطلاق النار.