على وقع الرسائل الدموية الإسرائيلية، ومنها استهداف الجيش اللبناني مرتين في أقل من 24 ساعة، بالامس في الصرفند واليوم في برج الملوك، يدخل العدوان الإسرائيلي يومه الـ54 على التوالي. توازياً، أفيد أنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيلتقي اليوم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومن المتوقع أن يدلي ببيان من عين التينة حول نتائج مفاوضات وقف اطلاق النار.
وإذ تبقى الأمور رهينة الموقف الإسرائيلي بعد زيارة مرتقبة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب، بعدما ابدى الجانب اللبناني ايجابية في التعاطي ودراسة النقاط الخلافية في بنود الاتفاق، إلا أنّ احتمالات أي انقلاب يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، تبقى قائمة، ما ينذر بمزيد من التصعيد الإسرائيلي خلال الأيام المقبلة.
وأمام ضبابية المشهد الإسرائيلي بين معارض وموافق على وقف اطلاق النار، والتسريبات الصادرة عن وسائل اعلام إسرائيلية تفيد بأنّ إسرائيل ايضاً تريد التوصل إلى انهاء الحرب، نقل موقع "المونيتور" عن مصادر دبلوماسية، أنّ "نتنياهو مستعد لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان يتضمن دورا عسكرياً أميركياً". و"لانتهاز" الفرصة رأى وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، أن "الفرصة سانحة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم في لبنان، وعلى الجانبين، حزب الله وإسرائيل، انتهازها".استهداف الجيشوعلى الأرض، النزيف مستمر. عدد الضحايا وصل إلى 3 آلاف و544 شهيداً، بالإضافة لـ 15 ألفا و36 مصاباً، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، بحسب ما أفادت وزارة الصحة. نزيف طال الجيش اللبناني للمرة الثانية خلال 24 ساعة، إذ أعلن الجيش أن الطيران الإسرائيلي استهدف آلية للجيش على طريق برج الملوك- القليعة في الجنوب، مما أدّى إلى استشهاد أحد العسكريَّين متأثرًا بجراحه. وفي التفاصيل، فإنّ آلية الجيش اللبناني كان على متنها ضابط وعسكريان، تعرضت للعدوان، مما أدى إلى استشهد احد العسكريين الذي يخدم في مستوصف ثكنة مرجعيون بينما تمّ نقل الضابط والعسكري الجريحين إلى مستشفى حاصبيا الحكومي. يأتي ذلك بعد الاستهداف المباشر للجيش بالأمس في بلدة الصرفند، بعدما أدت غارة إسرائيلية على مركز للجيش إلى استشهاد ثلاثة عسكريين.انفجار مسيرةكما شن الطيران الإسرائيلي، الأربعاء، سلسلة غارات على مناطق مختلفة في جنوب لبنان، فيما انفجرت طائرات مسيرة في الجليل الغربي بعدما أطلقت من لبنان، في وقت يواصل حزب الله التصدي للقوات الإسرائيلية.
وفي التفاصيل فقد انفجرت ثلاث طائرات مسيرة، صباحاً، في الجليل الغربي، بعدما أطلقت من لبنان. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الجيش الإسرائيلي، بأن ثلاث طائرات مسيرة عبرت من لبنان، وتم رصد تحطمها في الجليل الغربي، دون وقوع إصابات.
بينما تحدثت وسائل اعلامية عن تضرر مبنى في الجليل الغربي إثر سقوط شظايا صاروخية، اضافة إلى وقوع أضرار في قاعدة عسكرية إسرائيلية قرب نهاريا بعد استهدافها بطائرة مسيرة من لبنان. كذلك نقلت وسائل اعلام إسرائيلية ما مفاده: "رأينا صباح اليوم مجدداً كيف أن مسيّرة واحدة على مدى أكثر من 20 دقيقة أدخلت عشرات آلاف السكان إلى الملاجىء".محور شمعأمّا على جبهة الجنوب، فشهد محور شمع - البياضة مساء أمس اشتباكات بين عناصر حزب الله وقوة اسرائيلية حاولت التقدم إلى البياضة في محاولة للسيطرة والالتفاف حول البياضة كونها موقعا استراتيجيً لتطويق الناقورة، إلا أن الحزب أطلق القذائف الصاروخية والصواريخ باتجاه الجيش الإسرائيلي ودمر دبابة ميركافا.
وفي بيان أعلن الحزب ايضاً "عن عملية نوعية، بعدما استهدف مقاتلوه قوة مشاة إسرائيلية في وادي هونين عند الأطراف الشرقية لبلدة مركبا، بصاروخ موجّه، وتم تحقيق إصابات مؤكدة". وأشار البيان إلى أنّه"لدى وصول قوة مشاة إسرائيلية ثانية لسحب الإصابات، استهدفها المقاتلون بصاروخٍ موجّه ثانٍ، أوقع فيهم إصابات مؤكدة. وعند محاولة قوة مشاة إسرائيلية ثالثة التقدم لسحب القتلى والجرحى، استهدفها مقاتلو الحزب بصاروخ موجه ثالث، وأوقعوهم بين قتيل وجريح".غارات إسرائيلةويواصل الطيران الإسرائيلي شنّ غاراته على مناطق مختلفة من جنوب لبنان موقعاً المزيد من الضحايا. وتعرضت بلدة كفرشوبا لغارة جوية هي الرابعة منذ الصباح، تزامناً مع تعرض سهل الخيام لقصف مدفعي مركز. وقصف الطيران الاسرائيلي شرق بلدة برج الملوك بمدفعيته، وسقط شهيدان جراء غارة إسرائيلية على بلدة معركة. وانتهت اعمال رفع الأنقاض للمنزل المدمر في بلدة زفتا فجراً وتم انتشال 3 شهداء.
ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية استهدفت الناقورة، ديرقانون رأس العين، الجبين، المنصوري، قانا، عيتيت وزبقين. ترافق مع قصف فسفوري ومدفعي ثقيل من عيار 155 ملم استهدف وادي حامول شمال الناقورة. وفي النبطية، بلغت حصيلة الشهداء جراء الغارات المتواصلة ليل أمس، 11 شهيداً.