لايقتصر أذى الحروب على الإصابات البدنية، بل يتمدد إلى التأثير على الحالة النفسية، برؤية القتلى والجرحى والأشلاء وقصف المنازل وغير ذلك من كوارث الحروب التي تجعل الأشخاص المعنيين في حالة من الذهول والفزع.
مع تنافس منصات التواصل الاجتماعي على إبراز المشاهد الدموية لجذب المشاهدين، أصبح تأثير الأخبار على السلامة النفسية أكثر حدة وعنفا.
حتى لم يعد دفء المنزل يحمي من خليط مشاعر العجز والخوف والقلق، واحياناً التهديد، وان كنت بعيدا عن مواقع التهديد، حيث تتأهب أدمغتنا وتتفاعل مع هذا الشعور، فترتفع مستويات الأدرينالين، وينعكس ذلك على مؤشراتنا الجسدية، وهو ما يؤدي إلى ظهور أعراض عدة، منها تسارع نبضات القلب وتوتر العضلات.
كثيرة هي الدراسات التي تتحدث عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار المتعلقة بالحرب على الصحة النفسية للافراد، وهي تؤكد أن التعرض المفرط للمواد الإعلامية العنيفة والسلبية يتسبب في آثار نفسية حادة وطويلة الأمد تتجاوز مشاعر القلق والتشاؤم، قد تحفز اضطرابات الاكتئاب والقلق والصدمة لا سيما في ظل التنافس الإعلامي في خلق محتوى صحفي لا يولد الا القلق من الخبر والأخبار.
ربما تكون الأمور بسيطة لدى القارىء حتى ان لم يكن له صلة بالحدث، لكن ماذا لو كنت واحدا من ضمن ناشري الاخبار وصور الحروب؟؟
هنا تختلف الأمور، فتكون أنت الحدث الذي يعيش الصراع بين المقاومة والصدمة النفسية التي تتأثر في الأحداث المروعة التي تظهر عليك بالإنكار والخوف من الحدث ويترافق مع صعوبة في التركيز والتجمد وقلة الحركة، حيث أن مشاهد العنف والدم تخلق حالة من الغضب التي تختلف ردود الفعل بين شخص وآخر في المواقف العصيبة كالحروب والصراعات فلكل مستوى معين من القدرة على التحمل، إلا أن بعض النصائح قد تساهم في الحفاظ على الصحة النفسية أثناء الحرب من خلال التخفيف من وقع الأحداث الصادمة على النفس، والحد من الضغط ومن حالة القلق التي تسيطر على الشخص في هذا الوقت
ومن أبرز النصائح للحفاظ على الصحة النفسية أثناء الحرب:
ـ البقاء على تواصل مع المحيطين والابتعاد عن العزلة.
ـ الحد من التعرض للأخبار أو مشاهدة الصور والفيديوهات المؤلمة لتجنب تفاقم الألم، والاكتفاء بمعرفة الأخبار المهمة والمصيرية من مصادر موثوقة.
ـ الفضفضة مع الآخرين، والتعبير عن المشاعر التي تسيطر على الشخص في هذه اللحظة للتخفيف من الألم النفسي، ولا بأس من طلب المساعدة من المختصين النفسيين لبث الطمأنينة والمساعدة على تمالك النفس في هذه الظروف.
ـ قضاء الوقت مع العائلة وومحاولة بث الأمل والتفاؤل في نفوسهم للحفاظ على صحتهم النفسية أثناء الحرب، ولا بأس من استعادة الذكريات الجميلة معًا وتخيل الحياة بعد انتهاء الحرب، والمشاركة في جميع المهام اليومية معًا.
ـ مؤازرة الآخرين ومواساتهم فالكل يتشارك نفس الألم.
ـ التطوع لمساعدة الغير، فالجميع يكون في أمس الحاجة إلى ذلك، كما أن مساعدة الآخرين يولِّد شعورًا بالرضى ويعزز القدرة على المقاومة.
ـ الحرص على الحصول على فترة من الراحة كلما سنحت الفرصة، ويعد ذلك من الوسائل المهمة في الحفاظ على الصحة النفسية أثناء الحرب لإعطاء الجسم فرصة للتعافي من الضغط النفسي والبدني الهائل الذي يتعرض له الشخص.