ذكر مسؤولان أميركيان في تصريحات لوكالة "رويترز"، أن أوكرانيا استخدمت صواريخ أتاكمز لأول مرة في الهجوم الذي استهدف منطقة بريانسك الروسية، يوم الثلاثاء. جاء ذلك بعد يومين من منح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لكييف لاستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا.
ووفقا لوزارة الدفاع الروسية، تم إطلاق ستة صواريخ باليستية على منشأة في بريانسك فجر الثلاثاء، باستخدام صواريخ أتاكمز الأمريكية الصنع. وقد تمكنت الدفاعات الجوية الروسية من إسقاط خمسة من هذه الصواريخ، فيما أصيب أحدها وتسبب في تدمير جزء من المنشأة العسكرية، مما أدى إلى نشوب حريق تمت السيطرة عليه لاحقًا. وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن الحادث لم يسفر عن إصابات أو أضرار جسيمة.
تعد هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها أوكرانيا صواريخ أتاكمز المجهزة بأسلحة بعيدة المدى لاستهداف أهداف داخل العمق الروسي، وهو ما يُظهر عزم كييف على الاستفادة من الصلاحيات الجديدة التي منحتها لها الإدارة الأميركية. ولم تقدم كييف ردًا رسميًا على ما ذكرته وزارة الدفاع الروسية حول الهجوم.
في وقت لاحق من يوم الأحد، سمح الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ أتاكمز الأمريكية بعيد المدى، وهي خطوة كانت قيد الدراسة لعدة أشهر بسبب مخاوف أميركية من تصعيد الحرب. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن هذه الأسلحة ستمنح أوكرانيا قدرة أكبر على استهداف المنشآت العسكرية الروسية في عمق الأراضي الروسية دون زيادة التصعيد إلى مستوى غير قابل للتحكم.
قرار السماح باستخدام صواريخ أتاكمز جاء في وقت حساس، حيث تشهد الجبهة الشرقية لأوكرانيا اشتباكات عنيفة، بينما تواصل روسيا استهداف المدنيين في أوكرانيا بضربات صاروخية وطائرات مسيرة، بهدف تدمير البنية التحتية للطاقة خلال فصل الشتاء.
من جهة أخرى، أفادت تقارير أن روسيا قامت بتحديث "عقيدتها النووية" بعد يومين فقط من الضوء الأخضر الأميركي لاستخدام صواريخ أتاكمز. ووفقًا للتحديث، فإن روسيا ستعتبر أي عدوان من دولة غير نووية، تشارك فيه دولة نووية، بمثابة هجوم مشترك على روسيا. وأكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن روسيا تحتفظ بالحق في استخدام الأسلحة النووية في حالة العدوان التقليدي ضدها أو ضد حليفتها، جمهورية بيلاروسيا.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس من الحرب في أوكرانيا، حيث تسعى الأطراف المتنازعة لتعديل خططها العسكرية مع تصاعد التوترات الدولية، ومخاوف من تداعيات استخدام الأسلحة النووية على مستوى العالم.