كشف مدير البرنامج السوري في مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية كرم شعّار، لـ"المدن"، أن حكومة النظام السوري مدّدت عقد استثمار محطة الحاويات في ميناء اللاذقية 30 عاماً، لصالح شركة (CMA -CGM) الفرنسية.
وكانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق من تشرين الأول/أكتوبر، تمديد النظام لعقد استثمارها المحطة لمدة 5 سنوات، وذلك للمرة الثانية، بعد انتهاء فترة العقد الأول في الشهر نفسه.
التجديد لـ30 عاماً
وأكدّ شعّار أنه راسل الشركة الفرنسية عبر الإيميل، وأكدوا له أنه جرى تمديد عقد استثمار محطة الحاويات في ميناء اللاذقية لمدة 30 عاماً، بدلاً من 5 سنوات فقط، كما أعلنت في السابق، معتبراً ذلك بمثابة القضاء على طموحات إيران للاستثمار في الميناء.
وأضاف أن إيران ضغطت في وقت سابق على رئيس النظام السوري بشار الأسد من أجل الحصول على استثمار محطة الحاويات، قبل تجديد عقد الشركة في تشرين الأول/أكتوبر، إلا أن الأسد ماطل ورفض، ومنحه بالنهاية للشركة الفرنسية.
ولفت إلى أن إيران تسعى للحصول على استثمار في المشاريع السيادية السورية، لترسيخ نفوذها الاستراتيجي في سوريا، ومقابل الأموال التي دفعتها كدعم عسكري واقتصادي للنظام خلال الحرب السورية، إلا أن الأخير يحاول المماطلة قدر الإمكان، ويسعى لعدم تقديم تنازلات إلا بالقدر المجبر فيه على ذلك، مثل منحها انتاج الاستثمار في انتاج الفوسفات السوري.
وبدأت الشركة الفرنسية استثمار محطة حاويات اللاذقية، الجزء الأهم من ميناء اللاذقية، في العام 2009، بعد إنشاء المشروع بالشراكة بينها وبين شركة "سوريا القابضة"، والتي تضم مجموعة نخبوية من رجال الأعمال السوريين داخل البلاد، ومغتربين.
واستمر استثمار الشركة الفرنسية التي تعد ثالث أكبر ناقل بحري في العالم، في الميناء، حتى أثناء الحرب، وعلى الرغم من العقوبات الغربية المفروضة على وزارة النقل السورية، قبل أن تُعلن الشركة قبل أقل من شهر تجديد العقد لخمس سنوات.
ميناء الحميدية
ويرى شعّار أن طهران استشعرت في النهاية أن محاولاتها لإحداث خرق في الحصول على استثمارات في مشاريع سيادية، لن تجدي نفعاً، وفقدت الأمل من ذلك، في ظل تلكؤ الأسد لمنحها ذلك، ولذلك خفّضت تقديماتها الاقتصادية في سوريا إلى الحدود الدُنيا، في الوقت الحالي. إلا أنها وفي المقابل تعي أن ثمن وجودها العسكري والاستراتيجي، اقتصادي، والنظام يعي ذلك أيضاً.
ويوضح أن أصدق تجليات ذلك كانت بمماطلة الأسد وإغراق طهران بالبيروقراطية في منحها عقد لاستثمار مشروع ميناء الحميدية في طرطوس، كترضية لها، وذلك بعد إعطاء استثمار المرفأ الرئيسي في المحافظة لروسيا، لافتاً إلى أن طهران تحاول منذ 2015، الحصول على العقد في ميناء الحميدية.
ومشروع مرفأ الحميدية، هو مشروع لإنشاء ميناء بحري ثالث في محافظة طرطوس، بعد ميناء طرطوس، وميناء بانياس، ويقع في منطقة الحميدية جنوب المحافظة، على الحدود مع لبنان.
ويشير شعّار إلى أن طهران فشلت عملياً كذلك في الحصول على عائدات من مشاريع وضعت يدها فعلياً عليها في سوريا، كمثال "البلوك-12" في البوكمال، شمال شرق البلاد، و"البلوك-21"، في وسطها، إلا أنها في المقابل، تحصد أموالاً من انتاج الفوسفات السوري.