نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركيّة عن مصدر إسرائيلي مطّلع، إشارته إلى "أنّنا نشكّك في احتمال التّوصّل إلى اتفاق وشيك بشأن وقف إطلاق النّار في لبنان". واليوم، زار المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لبنان، زيارة قابلها تشاؤم إسرائيلي، حيال امكانية التوصل إلى خرق سياسي يؤدي لوقف اطلاق النار، وذلك بسبب الشروط التي تضعها إسرائيل على لبنان وخصوصاً بما يتعلق بـ"حرية حركة الجيش الإسرائيلي"في لبنان، بذريعة أنّ الحزب قد يخرق الاتفاق.
عملانياً لا تنذر المعطيات بأنّ إسرائيل تريد التوصل إلى اتفاق. بالأمس قال وزير المالية، الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش إنّ "الاتفاق مع لبنان لا يساوي الورق التي يطبع عليها". توازياً، أعرب وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية، عمحاي شيكلي، عن قلقه من أن أي اتفاق قد يؤدي إلى مكاسب سياسية أو ميدانية لحزب الله، مؤكداً أن إسرائيل يجب أن تضمن أن هذا الموقف لن يتحقق بأي شكل من الأشكال. شيكلي قال إنّ من أبرز المطالب لضمان موقف إسرائيل، "كان الإلغاء الكامل للاتفاق البحري الذي تم توقيعه بين إسرائيل ولبنان في عهد رئيس الوزراء السابق يائير لابيد"، مشيراً إلى أنّ "لبنان انتهك هذا الاتفاق "بشكل صارخ" في 8 تشرين الأول الماضي، عندما قامت القوات اللبنانية بالتحركات التي اعتبرها تهديداً للاتفاق". وأضاف أن هذا الاتفاق يجب أن يُلغى في أي تسوية محتملة، وذلك لضمان عدم استغلال حزب الله لهذه الاتفاقية لصالحه.ابعاد اليونيفيل وطالب شيكلي بإبعاد قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة من مناطق جنوب لبنان، مبرراً ذلك بالقول إنّ "قوات اليونيفيل فشلت فشلاً تاماً في أداء مهامها"، مشيراً إلى أن هذه القوات أصبحت في الواقع قاعدة لجمع المعلومات الاستخباراتية لصالح حزب الله. وأضاف أنه من الضروري إعادة تقييم دور اليونيفيل في المنطقة، بما يتماشى مع المتطلبات الأمنية الإسرائيلية.
وقال شيكلي إن "الجيش الإسرائيلي يجب أن يحتفظ بمنطقة عازلة ضيقة في المناطق الحيوية"، لتوفير سيطرة نارية ورؤية مراقبة للبلدات الإسرائيلية. وأوضح أنه يجب على إسرائيل أن تسيطر على مناطق استراتيجية مثل مرتفعات الحماميس شرقاً، ومرتفعات النبي العوادي، ومرتفعات الشاكيد، بالإضافة إلى مرتفعات السُّلم. واعتبر شيكلي أن هذه المناطق يجب أن تبقى تحت السيطرة الإسرائيلية الدائمة لضمان الأمن والاستقرار.مهاجمة الضاحيةوفي السياق عينه، ونقلاً عن مصدر سياسي إسرائيلي، أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى انّ "التوصل لاتفاق لن يكون في الأيام القريبة على ما يبدو"، وذلك بعدما روّجت إسرائيل أنباء لا أساس لها بأنّ التوصل لاتفاق مع لبنان بات قريباً. الصحيفة أشارت أيضاً إلى أنّ الجيش الإسرائيلي صادق على خطط أخرى لمهاجمة الضاحية الجنوبية لبيروت وتنفيذ اغتيالات واستمرار استهداف مواقع حزب الله في جنوب لبنان.الفصل عن غزةمن جهة أخرى، أشار موقع "واينت" الإسرائيلي الإلكتروني إلى إعلان حزب الله منذ بداية الحرب على غزة أن المواجهة بينه وبين إسرائيل هي إسناد لغزة، وأنه "إذا نجح هوكشتاين بالتوصل إلى وقف إطلاق نار في لبنان"، فإنه "سيكون هنا عملياً ولأول مرة فصلا بين لبنان وغزة. وبذلك سيتنازل حزب الله عن مطلبه الأساسي بوقف الحرب على غزة".
ووصل هوكشتاين إلى بيروت في محاولة لدفع المفاوضات حول اتفاق وقف اطلاق النار، ومن المتوقع أن يزور تل أبيب غداً. وفي هذا الإطار، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي، أن "لبنان وإسرائيل أبديا استعدادا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في وقت قصير"، مشيرا الى اننا "لم نصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في لبنان ونشهد تقدما في المحادثات".