"لبنان بين العواصف والمخاطر"... تحديات مناخية تتطلب إستجابة عاجلة!
2024-11-19 12:55:43
""أصبح التنبؤ بالعواصف والأمطار الغزيرة في لبنان مصدرًا للقلق والإرباك لدى الكثير من المواطنين، خاصةً في ظل التغيرات المناخية التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، فعندما يُعلن عن قدوم عاصفة جديدة، يتسارع الناس في الحديث عن حجم الأمطار المتوقع وشدتها، وتبدأ التخوفات تتصاعد من أن تكون الطرقات مغمورة بالمياه، ما يؤدي إلى فوضى مرورية وحوادث قد تؤثر على سير الحياة اليومية بشكل كامل.ولقد شهدت طرقات لبنان مثالًا واضحًا على تأثير الأمطار الغزيرة على البنية التحتية والمرورية، فقد حولت الأمطار الغزيرة المسلك الشرقي لأوتوستراد البترون إلى بركة مياه كبيرة غرقت فيها السيارات، مما أدى إلى زحمة سير خانقة، وبالموازاة، كان قد تعرض عدد من السيارات لأضرار مادية على أوتوستراد البالما، عندما سلكت الطريق باتجاه طرابلس بسبب وجود حفرة عميقة غير مرئية نتيجة لارتفاع منسوب المياه في المنطقة المذكورة.وفي ضوء هذه الحوادث، ناشد المواطنون الجهات المعنية، من بلديات ووزارة الأشغال العامة، التحرك بشكل عاجل لمعالجة الوضع، محذرين من أن استمرار هذه الظروف قد يتسبب في المزيد من الحوادث المرورية، ما قد يسفر عن وقوع ضحايا.وفي هذا الإطار، يرى أحد خبراء المناخ في حديثٍ لـ""، أن "الأمطار الغزيرة التي شهدنها خلال هذه الأيام ليست بالأمر الجديد، وأن لبنان كان دائمًا يشهد فترات من الأمطار الغزيرة، وإن اختلفت في شدتها عن السابق، لكن ما يثير القلق في الوقت الراهن هو تأثير هذه الظواهر الجوية على الحياة اليومية والمرافق العامة، مما يعكس حاجة ملحة لتفكير جاد في كيفية التكيف مع هذه التغيرات المناخية والاستعداد لها بشكل أفضل".هل لبنان مستعد لمواجهة هذه التحديات المناخية المتزايدة؟ يؤكّد، أن "لبنان مثل العديد من البلدان الأخرى، يواجه تحديات مناخية متزايدة، لكن استعداداته لمواجهة هذه التحديات ما تزال محدودة بسبب الظروف السياسية والإقتصادية المعقدة التي يعيشها، فالتغيرات المناخية، مثل ارتفاع درجات الحرارة، والجفاف، وزيادة الفيضانات وحرائق الغابات، أصبحت تهدد بشكل جدي البيئة والقطاعات الحيوية مثل الزراعة والمياه والطاقة".ويُشير إلى "التقلبات في هطول الأمطار، حيث لم يعد الهطول منتظمًا أو يتبع النمط الموسمي المعتاد، بل أصبح يتسم بزيادة شدة الأمطار في بعض الفترات، مما يزيد من مخاطر حدوث السيول، التى قد تؤدي إلى العديد من الكوارث البيئية".ويُشدّد على أنه "في خضم هذه التحديات المناخية المتزايدة، بات من الواضح أن لبنان يواجه واقعًا صعبًا يتطلب استجابة سريعة وفعالة من جميع الأطراف المعنية، خصوصًا في ظل الكثافة السكانية العالية في المناطق التي تشهد حركة نزوح كثيفة، مما يزيد الضغوط بشكل كبير على البنى التحتية والخدمات الأساسية".
وكالات