إيلي صعب يرقص على جراح لبنان: عرض أزياء فاخر وسط أنقاض الوطن
2024-11-19 10:55:42
"" - وليد خوريفي لحظة يمزق فيها العدوان الإسرائيلي أوصال لبنان، ويستنزف ما تبقى من روحه، اختار المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب أن يقيم عرضاً للأزياء في العاصمة السعودية الرياض، متجاهلاً الجراح العميقة التي ينزفها وطنه. العرض، الذي جاء في وقت يعيش فيه لبنان أسوأ أزماته، لم يكن إلا صفعة على وجه التضامن الوطني اللبناني، الذي طالما احتضن أبناءه، بما فيهم النازحون والمهجرون الذين لجأوا إلى أحضانه هرباً من الدمار. إيلي صعب، الذي يدين بشهرته وانطلاقته العالمية للبنان، أدار ظهره للوطن، وفضل التماهي مع أجواء البذخ والترفيه على أرض "الواحات الجديدة"، بينما يعاني لبنان من ويلات العدوان. العرض، الذي تمايلت فيه العارضات وسط أضواء ساطعة، جاء في الوقت الذي ينهار فيه الشعب اللبناني تحت وطأة القصف والموت اليومي، حيث يقف اللبنانيون صفاً واحداً لدعم بعضهم البعض، دون تفرقة بين طائفة أو انتماء، في مواجهة آلة الحرب التي لا تفرق بين أحد. في الوقت الذي كان يتوجب فيه على شخصيات مثل إيلي صعب الوقوف مع وطنهم ومواساة أبناء شعبهم، اختار أن يحتفل وكأن شيئاً لا يحدث، متجاهلاً الدماء التي تسيل والأرواح التي تُزهق. لبنان، الذي احتضن النازحين والمهجرين من كل الفئات والطوائف، كان ينتظر من أبنائه في الخارج أن يبادلوه الوفاء بالحد الأدنى من التضامن، لا أن يختاروا استعراضات فارغة من أي معنى إنساني أو وطني. إن هذا التصرف من إيلي صعب ومن شاركوه في هذا الحدث ليس فقط انعداماً للوعي الوطني، بل هو خيانة صريحة لقيم التضامن التي لطالما جمعت اللبنانيين في أحلك الظروف. كيف يمكن لشخص وُلد في بلد يعاني هذا القدر من الألم أن يقف بعيداً، لا مبالياً، ويختار الترفيه على حساب الكرامة الوطنية؟ الإعلام اللبناني، الذي كان يُفترض أن يكون صوتاً للوطن وجراحه، اختار في كثير من الأحيان أن يفتح منابره لتفخيم هذا العرض، متجاهلاً أن توقيت الحدث وما يحمله من رمزية يتناقض تماماً مع الحالة المأساوية التي يعيشها اللبنانيون.لبنان، الذي فتح أبوابه لكل لاجئ وكل مهجر عبر عقود من الحروب والمآسي، والذي احتضن شعبه النازح داخل حدوده في لحظة التهجير الأخيرة، يستحق من أبنائه أكثر من مجرد صمت. يستحق دعماً يليق بتاريخه وتضحياته، لا حفلاً صاخباً يستهتر بمعاناة الأيتام والأرامل، ويطعن كرامة كل لبناني يقف اليوم تحت القصف، يحلم بحياة كريمة ومستقبل أفضل.هذا العرض، بدل أن يكون فرصة لإظهار التضامن، أصبح رمزاً للانفصال عن الواقع، حيث بدت أضواء الرياض وكأنها تطفئ شعلة الإنسانية اللبنانية. في وقت اختار فيه الشعب اللبناني أن يتوحد لمواجهة المحنة، بدا إيلي صعب ومن معه كأنهم يرقصون على جراح وطنهم، متجاهلين كل ما يمر به. هذه ليست خيانة للوطن فحسب، بل خيانة للقيم الإنسانية التي لطالما كانت عماد الهوية اللبنانية.
وكالات