يخيمّ التفاؤل الحذر على الأوساط السياسية اللبنانية بعد ان سلم لبنان الى السفارة الأميركية ورقة تحمل ملاحظاته حول بعض ما جاء في مقترح وقف اطلاق النار الذي سلمته السفيرة الأميركية ليزا جونسون الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، والذي يلاقي في عدد من بنوده الاقتراح الفرنسي الذي سبق وطرح في أيلول المنصرم.
وتتجه الأنظار الى ما سيحمله معه المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي يحط في بيروت اليوم قادماً من العاصمة الفرنسية باريس، على ان يزور تل ابيب الأربعاء في محاولة جديدة للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار.
الى ذلك، كانت لافتة “الإيجابية” التي تميّز بها رد قيادة حزب الله على المقترح الأميركي. غير ان “انفتاح” حزب الله لاقاه تصعيد “متوقع” لوتيرة الاعتداءات الإسرائيلية، والتي توسّعت دائرتها لتشمل مناطق واحياء خارج الضاحية الجنوبية لبيروت.
هذا الامر ان دلّ على شيء، فهو عدم رغبة واستعداد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لوقف اطلاق النار. وهو اكد بالامس تلقيه ثلاث خيارات للتعامل مع حزب الله غير انه اختار منحى آخر يتمثل “بتدمير قدرة الحزب الصاروخية، وذلك من اجل تحجيم حلقة النار التي تحيط بإسرائيل”.
في سياق متصل، فإن اتفاق وقف اطلاق النار يعرقله شرط وضعه العدو الاسرائيلي يتمثل بأن يكون له “حق التدخل لمنع اي نشاطٍ معادٍ” اي بتعبير اوضح يصرّ العدو الاسرائيلي على ان تكون له “حرية دخول المجال الجوي اللبناني وضرب اهداف يستشعر منها الخطر”، الامر الذي لا يمكن ان تقبل به الجهات الرسمية بإعتباره تعدٍّ على السيادة اللبنانية.
توازياً، تشير المعلومات الى ان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، وبعد ان كان قد عرقل مفاوضات وقف اطلاق النار اربع مرات، سيعمل جاهداً لحصد مكاسب ولو كانت وهمية يلمّع بها صورته في الداخل الاسرائيلي قبل ان “يهدي” “صديقه” الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وقف اطلاق النار على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية.
وبحسب المعطيات المتوافرة فإن وقف اطلاق النار بين حزب الله والعدو الاسرائيلي اذا لم يحصل في غضون اسبوعين فإنه سيُرحّل الى شهر نيسان المقبل على اقلّ تقدير.
اذاً، في حرب غير “متكافئة”، يدفع ثمنها الابرياء، تبقى الخشية من اطالة امدها خاصة مع استمرار العدو الاسرائيلي بخرق القرار ١٧٠١.
وعليه، فإن الكرة الآن في ملعب بنيامين نتنياهو لا سيما وان تهمة العرقلة ثابتة عليه وبالجرم المشهود من حرب غزة وصولا الى جبهة لبنان. اضف الى ان الادارتين الاميركيتين الحالية والمنتخبة امام تحدٍّ كبير وفي سباق مع الوقت لقطف ثمار الجهود الديبلوماسية التي يقوم بها هوكشتاين. الرئيس الحالي جو بايدن بحاجة الى تحقيق انجاز يتوّج به عهده، في وقت يحتاج الرئيس المنتخب دونالد ترامب الى ان يكون وقف اطلاق النار باكورة انجازات عهده لكي يفي بوعود قطعها الى العرب المسلمين واللبنانيين، وكانت السبب في ايصاله الى البيت الابيض.
The post تفاؤل حذر يرافق زيارة هوكشتاين.. سباق بين الدبلوماسية والميدان!.. ديانا غسطين appeared first on .