شكل تصريح النائبة نجاة صليبا والذي خاطبت فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول: “أنت لا تختصر الدولة اللبنانية في قرار الحرب والسلم ولا يحق لك أن تفاوض عن لبنان بالسر”، ومن ثم دعوتها زملائها النواب الى “التوجه فورا الى المجلس النيابي لإنتخاب رئيس للجمهورية يقود مفاوضات شفافة تحمي الشعب وتصون لبنان”، صدمة في الأوساط السياسية كونه أتى من خارج النص، في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها لبنان جراء العدوان الاسرائيلي المتمادي الذي بدأ عاد ليطال العاصمة بيروت منذ صباح يوم الأحد الفائت.
اللافت، أن النائبة صليبا، ذهبت في تصريحها بعيدا جدا، لجهة الإفتراء على الرئيس بري والاساءة إليه والى هيبة وحضور الرئاسة الثانية، فضلا عن محاولتها ضرب المؤسسات الدستورية المتبقية في لبنان ومن بينها مجلس نواب منتخب وشرعي يمارس رئيسه كل صلاحياته وفقا لأحكام الدستور، والتي تخضع لها صليبا كسائر النواب في الجلسات التي تعقد برئاسته.
تصريح صليبا كان بمثابة إنقلاب على رئاسة مجلس النواب وعلى الجهد المضني لرئيسه من أجل التوصل الى وقف لإطلاق النار، بشكل يحافظ على وحدة وسيادة وأمن لبنان، وهي أعطت الحق لنفسها في توزيع شهادات تمنح فيها حق تمثيل لبنان لهذا وتحجب هذا الحق عن ذاك، ضاربة الدستور الذي تدعي الحفاظ عليه بعرض الحائط.
لكن، لماذا أدلت صليبا بهذا التصريح؟، ومن أي بنات أفكار إستوحته؟، ولماذافي هذا الظرف بالذات؟، وما هو المقصود منه؟..
تشير معلومات خاصة لـ”” الى أن ما أدلت به صليبا كان صدى لحركة خارجية تحاول النيل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث تؤكد هذه المعلومات أن جهات لبنانية تدور في فلك المحور الأميركي ـ الاسرائيلي، بدأت سلسلة إتصالات بشخصيات لبنانية فاعلة من نفس توجهها في أميركا وفرنسا ودول أخرى بهدف تشكيل لوبي سياسي يروّج لفكرة أن “الرئيس نبيه بري لا يمثل بمفرده الدولة اللبنانية، وأنه لا يحق له أن يختصر المفاوضات بشخصه، خصوصا أن لديه صفة حزبية كرئيس لحركة أمل ويتحدث بإسم الثنائي الشيعي”، فضلا عن إتهامه بأنه “يسعى من خلال المفاوضات الى الحفاظ على سلاح المقاومة” الذي برأي هؤلاء “يشكل خطرا على لبنان وقد أثبتت الحرب الأخيرة ذلك”.
وتقول المعلومات: إن توجه هذه الجهات هو لممارسة كثير من الضغط على رئيس مجلس النواب من أجل فصل موقفه عن موقف حزب الله، وهو أمر لا يمكن أن يحصل مهما بلغت هذه الضغوط، لذلك، يبدو أن هذا اللوبي الذي بدأ يتشكل أراد أن يكون لمواقفه السلبية من الرئيس بري صدى في لبنان، فكان ذلك بلسان النائبة نجاة صليبا المعروفة بتوجهاتها الغربية وقربها من بعض المنظمات التي موّلت الثورة ودعمت ترشيحها، علما أنه ليس مستغربا أن تخرج بعض الأصوات المماثلة لعدد من نواب المعارضة المرتبطين بشكل وثيق بهذه المنظمات.
وترى بعض المصادر أن الأجواء التشاؤمية التي عكسها بعض الإعلام بالتزامن مع تصريح صليبا عن تأجيل زيارة آموس هوكشتاين الى لبنان وأن المفاوضات في طريقها الى العرقلة لم يكن بريئا، بل هو ناتج عن تسريبات لهذا اللوبي بهدف الضغط على لبنان وعلى الرئيس بري، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، بإعلان بري نفسه أن “هوكشتاين سيكون اليوم الثلاثاء في عين التينة، وأن لبنان ما يزال محافظا على موقفه الايجابي”.
The post تصريح نجاة صليبا.. صدى محاولات خارجية لإستهداف الرئيس بري!.. غسان ريفي appeared first on .