تحولٌ لافت تشهده التطورات الميدانيّة بين حزب الله وإسرائيل، خصوصًا بُعيد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيليّ انطلاق التفاوض تحت النار، وانطلاق رحلة المبعوث الأميركيّ آموس هوكشتاين الذي من المزمع أن تحط طائرته في بيروت صباح الغد. وفي الوقت الذي أدّت فيه الغارات الإسرائيليّة المتتالية في غضون 24 ساعة إلى وقوع مجازر جديدة بحقّ المدنيين في العاصمة بيروت، رفع حزب الله مستوى عملياته، وضرب تلّ أبيب بعد أيامٍ على العدوان الإسرائيليّ المستمر على بيروت وضاحيتها الجنوبيّة.ضرب تلّ أبيبوأفادت وسائل إعلام إسرائيليّة عن سقوط صاروخ قرب مجمّع تجاريّ في "رمات غان" قرب تل أبيب واشتعال النيران في المكان. ولفتت القناة 13 الإسرائيليّة إلى إندلاع حريقٍ في حي "بني براك" بتلّ أبيب جراء سقوط شظايا صواريخ اعتراضيّة. وأفادت تقارير إسرائيليةّ بإصابة مباشرة لحافلة "فارغة من الركاب" بين بني براك ورمات غان، وأنباء عن سقوط العديد من الشظايا الصاروخيّة في المنطقة.
وأكدّت القناة 12 الإسرائيليّة، وقوع 5 إصابات من بينها حالة تتراوح بين خطيرة ومتوسطة، وأخرى متوسطة الخطورة. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سماع دوي صفارات الإنذار في تل أبيب وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق وسط أنباء عن إغلاق مطار بن غوريون. فيما تحاول 6 فرق إطفاء إخماد حريق اندلع في خط كهرباء جهد عالي تعرض لإصابة مباشرة بالصاروخ شرقي مدينة تل أبيب. وبالتزامن، أفاد الإسعاف الإسرائيليّ عن مقتل امرأة وإصابة 10 أشخاص إثر سقوط صاروخ في شفا عمرو شرق حيفا.
وفي أوّل تعليقٍ له عن الصاروخ الذي أصاب تلّ أبيب، نشر الإعلام الحربيّ جملة "وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى" من دون إرفاق أي بيان آخر. هذا ورجحت وسائل إعلام إسرائيليّة أن يكون الصاروخ الذي أطلق من لبنان وسقط في تل أبيب من نوع "فاتح 110"."التفاوض تحت النار"إلى ذلك، أعلنت مستشفى رمبام في حيفا، عن "مقتل امرأة واصابة 30 شخصاً، بينهم طفل، بجراحٍ متفاوتة الخطورة، إثر سقوط صاروخ أُطلق من لبنان، بشكل مباشر على منزل في مدينة شفاعمرو، مساء الإثنين". وذكرت الشرطة في بيان، أن "صواريخ سقطت على شفاعمرو، أدت إلى دمار كبير وإصابات". بدوره، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه "في ساعات المساء، تمّ إطلاق نحو خمسة صواريخ من لبنان باتجاه مناطق في الجليل الأعلى ووسط الجليل". كما وأعلن الجيش عن "رصد إطلاق نحو 110 صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل منذ الصباح".زيارة هوكشتاينوفي خضّم التطورات الميدانيّة، أكدّ رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريحٍ صحفيّ، أن زيارة المبعوث الأميركيّ آموس هوكشتاين إلى بيروت في موعدها الثلاثاء، مستغربًا كل ما أشيع عن إلغائها وتسبب في تبديد التفاؤل الذي ساد الأجواء الإيجابيّة الّتي يبنى عليها لتقديم الحلّ السّياسيّ على الخيار العسكريّ. ونفى بري هذه الأنباء، مؤكدًا أن الزيارة في موعدها وأن هوكشتاين سيتسلم الردّ اللّبنانيّ على المبادرة الأميركيّة لوقف إطلاق النار. من جهةٍ أخرى، أكدّت الخارجّية الأميركيّة في بيانٍ لها، أننا "منخرطون في جهود التوصل لاتفاق بين لبنان وإسرائيل والطرفان وضعا ملاحظاتهما على المقترح".
في المقابل، أفادت تقارير إسرائيليّة مساء اليوم، أنّ واشنطن أطلعت تل أبيب على تفاصيل زيارة المبعوث الأميركي، آموس هوكشتاين، الوشيكة إلى لبنان. وبحسب التقارير الإسرائيليّة، فإن زيارة هوكشتاين إلى بيروت تقرّرت بعد أن "حصل على توضيحات تسمح بتوقيع اتفاق" على وقف إطلاق النار. فيما أكدّت هيئة البثّ الإسرائيليّة من جهتها أن إسرائيل وافقت على بحث النقاط الخلافيّة بشأن الحدود البرية الدولية في إطار تسوية مع لبنان.
بدوره كشف موقع أكسيوس أن إسرائيل طلبت من إدارة بايدن خطابًا جانبيًا يضمن "حرية عملها" في لبنان. وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن الخطاب سيتضمن التزامًا أمريكيًا بالسماح لإسرائيل باتخاذ إجراء عسكري في لبنان إذا لم يمنع الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حزب الله من إعادة تأسيس نشاط عسكري بالقرب من الحدود، أو من تهريب أسلحة ثقيلة إلى لبنان.
وقال مسؤولون أمريكيون إن مبعوث الرئيس بايدن، آموس هوكشتاين، سافر إلى بيروت يوم الاثنين في محاولة لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن ينهي الحرب بين إسرائيل وحزب الله. وقال أحد المسؤولين إن رحلة هوكشتاين إلى بيروت هي علامة على أن الاتفاق قد يكون في متناول اليد. وحذر مسؤول ثانٍ من أن الرحلة لا تعني أن الاتفاق وشيك. "كان من المفترض أن يغادر هوكشتاين إلى بيروت صباح الاثنين، لكنه قرر تأجيل مغادرته حتى يحصل على إجابة أكثر وضوحًا حول الموقف اللبناني"، كما قال مسؤولون أميركيون.بعد ساعتين، عاد اللبنانيون بإجابة محدثة أقنعت هوكشتاين بالذهاب إلى بيروت.
إذا نجحت المحادثات في بيروت، فمن المتوقع أن يسافر هوكشتاين إلى إسرائيل يوم الأربعاء.دمار تراكميّوزادت إسرائيل بشكل كبير عدد الغارات الجوية في لبنان، بما في ذلك بيروت، في الأيام الأخيرة، ووسعت عملياتها البرية في جنوب لبنان. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الهدف كان زيادة الضغوط على حزب الله للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي سياقٍ متصل، أشار منسق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناصر ياسين في التقرير الـ 48 حول الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والوضع الراهن، إلى أنه خلال الـ 48 ساعة الماضية تم تسجيل 300 غارة جويّة وقصف على مناطق مختلفة من لبنان بمعظمها في النبطية (131غارة) والجنوب (135غارة) ليصل العدد الإجماليّ للاعتداءات منذ بداية العدوان إلى 13522 إعتداء. وصدر عن وزارة الصحة حصيلة الشهداء والجرحى خلال الـ 24 ساعة الماضية حيث تم تسجيل 35 شهيدًا و 143 جريحًا ليرتفع العدد الإجماليّ منذ بدء الأحداث إلى 3516 شهيدًا و14929 جريحًا.