لم يكشف آموس هوكشتين جديداً عصر اليوم الإثنين بإلغاء زيارته لبيروت. المخاوف والتشاؤم الواقعي، كانا أقوى من كل التسريبات المضلّلة وتلك التي تصنع الأوهام لا بل الخرافات، ويحتاجها اللبنانيون مخدِّراً يهربون به من مرارة الحرب الهمجية. ذلك أنَّ المعطيات والمعلومات الصادرة عن "العقل"، كلها تشكك في إمكانية قبول بنيامين نتنياهو اقتراحات لوقف النار، فكيف إذا كان لبنان الرسمي ومعه حزب الله، يرفضان شروط العدو وشهيته لطلب المزيد.
وفيما كان هوكشتاين يعلن إلغاء زيارته إلى لبنان بسبب ما وصفه ب"عدم توضح الموقف اللبناني"، واصلت إسرائيل استهدافَها قلب بيروت، في رسالةٍ بالغة الوضوح لتخطي الخطوط الحمر. فقد استهدفت غارة مساءً زقاق البلاط ما أدى إلى شهداء وجرحى، وذلك بعدما أقدمت أمس على استهداف ركيزة الإعلام في حزب الله، الحاج محمد عفيف مع مجموعة من رفاقه، في مركز حزب البعث في رأس النبع.
هذا التصعيد الإسرائيلي، أكده نتنياهو في خطاب له أمام الكنيست، بتأكيد "التفاوض تحت النار". فرئيس الحكومة المتشددة لإسرائيل، تلبّس مجدداً ثوب الضحية التقليدي إسرائيلياً، عبر الحديث عن أن الكيان "يواجه تهديداً لوجوده ومستقبله". كما ادعى نتنياهو أن التخطيط للعدوان على حزب الله كان مقرراً له في تشرين الأول، لكنه اضطر إلى تسريعه بسبب ما وصفه بخطط من "الحزب" لهجوم، كان يمكن أن يجعل "إسرائيل "تتعرض لأضعاف ما تعرضت له في 7 تشرين الأول". ومن جهة ثانية لفت إلى مجدداً إلى أهداف الحرب، وتتمثل في إبعاد حزب الله عن الحدود ووقف إمداده بالسلاح وإعادة بناء قدراته".
على خط مواز، واصل حزب الله استهداف شمال إسرائيل وصولاً إلى مشارف حيفا، بالصواريخ والمسيرات الإنقضاضية، ما أدى إلى مقتل عدد من الإسرائيليين في شفا عمرو في الجليل، هذا وقد استمرت المواجهات على المحاور البرية من الخيام إلى شمع في صور.
أما لبنان الرسمي، فيتابع اللقاءات والمشاورات الداخلية والخارجية، فيما يبقى من دون رئيس للجمهورية يشكل الغطاء الوطني المكتمل للدولة ويكرّس انتظام عمل المؤسسات الدستورية.