هجوم قيساريا... نتنياهو يواجه " تهديدات من الداخل"
2024-11-18 09:25:44
في تطور جديد يعكس التوترات المتزايدة في إسرائيل، تعرض منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مدينة قيساريا مساء الأحد لهجوم عبر قنبلتين ضوئيتين استهدفتا مقر إقامته. ولم يكن نتنياهو وأفراد عائلته في المنزل أثناء وقوع الهجوم، إلا أن الحادث أثار قلقاً واسعاً بشأن تصاعد العنف والتحريض السياسي في الداخل الإسرائيلي.
وقد أكدت أجهزة الأمن الإسرائيلية أن الحادث أسفر عن اعتقال 3 مشتبه بهم، بينهم ضابط احتياط رفيع في الجيش الإسرائيلي، مما أثار مزيداً من التكهنات حول دوافع هذا الهجوم وأبعاده السياسية، خاصة في ظل التوترات الداخلية التي تشهدها إسرائيل حالياً.
وصف المسؤولون في إسرائيل الهجوم بالحادث الخطير، مع تصاعد التحذيرات من عواقب التحريض الداخلي. وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، اعتبر أن الهجوم "تجاوز كل الخطوط الحمراء"، مؤكداً أن رئيس الوزراء، الذي يواجه تهديدات خارجية من إيران، لا ينبغي أن يكون عرضة لتهديدات من الداخل. كما حذر وزير العدل الإسرائيلي، يريف ليفين، من محاولات "تفكيك إسرائيل من الداخل"، في إشارة إلى تصاعد العنف في الشارع الإسرائيلي.
من جهة أخرى، أدان زعيم المعارضة يائير لابيد ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان الهجوم، معتبرين أنه محاولة للإضرار بالمؤسسات الديمقراطية في البلاد. وأشار المحلل السياسي نضال كناعنة في حديثه لشبكة "سكاي نيوز عربية" إلى أن الحادث يأتي في وقت حساس بالنسبة لنتنياهو الذي يواجه أزمة سياسية داخليّة، موضحاً أن الهجوم قد يعكس انقسامات أعمق في الشارع الإسرائيلي.
وبينما تمثل القنابل المضيئة المستخدمة في الهجوم تهديدًا ضعيفًا في حد ذاتها، إذ تستخدم عادة في القوارب والمركبات البحرية، إلا أن الهجوم يعكس تصعيداً في التوترات الداخلية والإحساس المتزايد بعدم الاستقرار السياسي في إسرائيل. ورغم أن الحادث لم يتسبب في خطر مباشر على حياة نتنياهو أو عائلته، إلا أن العديد من المحللين السياسيين يرون أنه يمثل انعكاسًا لعمق الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، لا سيما في ظل الاحتجاجات الحاشدة التي تجتاح البلاد ضد سياسات الحكومة، بما في ذلك مطالبات بإصلاحات قضائية.
في هذا السياق، أشار كناعنة إلى أن الهجوم يأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة لنتنياهو، الذي يسعى جاهداً لاستغلال الأحداث لصالحه في صراعه السياسي مع معارضيه. وأوضح أن الاحتجاجات ضد الحكومة قد أصبحت محورية في تحركات نتنياهو، الذي يحاول تجميع دعم اليمين الإسرائيلي، مما يعكس الصراع القائم بين الليبراليين والعلمانيين من جهة والمحافظين من جهة أخرى.
وكالات