قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن "الاغتيالات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في لبنان تعد بمثابة تفاوض تحت النار"، مشيرًا إلى أن "هذه العمليات العسكرية تأتي في وقت حساس لزيادة الضغط على حزب الله داخليًا". وأضاف الدويري، في تحليله العسكري لقناة "الجزيرة"، أن "إسرائيل تقوم بعمليات اغتيال تستهدف قيادات بارزة في حزب الله، حيث طالت مؤخرا مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف، والذي استشهد في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة رأس النبع في بيروت". كما أشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي شن غارة أخرى مساء نفس اليوم على شارع مار إلياس وسط بيروت استهدفت شخصية مهمة في الحزب، كانت قد لعبت دورًا بارزًا بعد تصفية قيادات الحزب البارزة".واعتبر الدويري أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يميل إلى استخدام الاغتيالات كخيار عسكري مفضل، إذ إن احتمال نجاح هذه العمليات أعلى مقارنةً بالعمليات الأخرى، في ظل الطبيعة السهلة للهدف وقدرة الاستخبارات الإسرائيلية على تنفيذها بنجاح".بالإضافة إلى ذلك، لفت إلى التطورات الميدانية على الأرض، إذ تمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق بعض الاختراقات في القطاع الغربي الجنوبي للبنان، حيث تقدمت قوات الفرقة 146 نحو بلدة شمع، الواقعة على بعد 5.7 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل. ورأى الدويري أن "السيطرة على بلدة شمع ستمكن الجيش الإسرائيلي من التحكم في الطريق الساحلي المؤدي إلى صور، كما ستحد من تحركات "قوة الرضوان"، وهي قوات النخبة التابعة لحزب الله".من جانب آخر، أكد أن "الجيش الإسرائيلي يواصل استهداف بلدة الخيام الحدودية، حيث شن هجمات جديدة على البلدة من الجهة الجنوبية الغربية بعد أن كانت قد تعرضت لغارات سابقة من الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية"، موضحاً أن "بلدة الخيام، التي تقع على بعد 3 كيلومترات من الخط الحدودي، تمثل أهمية استراتيجية في المعركة نظرًا لموقعها الجغرافي المرتفع".وأشار الدويري إلى أن "عمليات الجيش الإسرائيلي على الأرض تتطلب تكتيكات خاصة في التعامل مع التضاريس الجغرافية، مثل الأراضي السهلة والأودية التي تسهل حركة القوات"، ورغم محاولات الجيش الإسرائيلي التقدم في عدة جبهات، أكد الدويري أن المناطق التي يتواجد فيها حزب الله غالبًا ما تكون مناطق "تقتيل وعقدا قتالية"، مما يجعل من الصعب تحقيق انتصارات استراتيجية مهمة.واختتم الدويري حديثه بأن "إسرائيل، منذ 23 لول الماضي، وسعت من نطاق حربها على حزب الله لتشمل معظم مناطق لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، عبر شن غارات جوية مكثفة لم تُشهد من قبل، إلى جانب تكثيف العمليات البرية على طول الحدود اللبنانية".