كتب المحرر السياسي
حملة التحريض التي تقودها “الكتائب اللبنانية” و”القوات اللبنانية” ضد “حزب الله” بوصفه حالة إيرانية مزروعة في لبنان، والشيعة بوصفهم طائفة “ممانعة” تمتلك “فائض القوة”، لا تزال مستمرة.
ففي الولايات المتحدة الاميركية شدّ “ابنا العم اللدودين” على وزن “الاخوة الاعداء” وهو التوصيف الذي أطلقه الكاردينال نصرالله صفير على العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع إبان “حرب الالغاء” او “حرب توحيد البندقية”، الرحال إلى واشنطن والتقيا رجل الاعمال اللبناني الاصل مسعد بولس، والد صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وطلبا اليه حسب ما تقول مصادرهما، “التشدد في موضوع الحل السياسي الجاري بحثه، وارغام حزب الله على الاستسلام، ومواصلة تعقب قياداته”، وهكذا تضعف الطائفة الشيعية ولا يكون لها أي دور مهم في الصيغة اللبنانية، يعني إعادتها إلى ما كانت عليه ما قبل الطائف و”تفريخ” زعامات جديدة لها، خصوصا من كانوا على “باي رول” جيفري فيلتمان ولا زالوا في خدمة عوكر، وبعض البلاطات العربية.
لا أحد يعرف بماذا عاد “الجميل أبناء عم”. لكن في اميركا يعرفون أن زمن الماضي، أو زمن الجد تحول، ولم يعد الحزب يمثل هذه القوة.
في مقلب “القوات اللبنانية ” الصورة أوضح، وأفضل من عبر ويعبر عنها النائب غياث يزبك، والمستشار الاعلامي لجعجع شارل جبور، فهما على يقين أن حزب الله خسر وعليه أن يقر بخسارته وأن يوقع صك استسلام، وانه لا يمكن لتل أبيب أن تخسر الحرب مهما طالت.. على أن يزبك يشطح بعيدا معتبرا أن المقاومة “زايدة” عملت إسرائيل على إستئصالها، وأن توغلاتها وانسحاباتها المتكررة هي من قبيل “التنظيف” اي انه اعتبر وجود المقاومين كـ”درنة” او “تالول” يجب انتزاعه وكيه بالحديد والنار.
وقد انقلبت الدنيا في ناظري نائب البترون، فأصبح اللبناني المقاوم زغلا وعدوا، والاسرائيلي المغتصب منقذا. كل ذلك من دون التوقف عند ما يصدر عن رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض، والنائب السابق فارس سعيد الذي أخذ على عاتقه تحرير لبنان من “الاحتلال الايراني”، وكأن طهران هي التي انتهكت سيادة لبنان في الجنوب، وهي التي ترسل الطائرات والمسيرات لقتل الناس ودك البنايات والمنازل من أساسها وتحرق المزروعات بـ”الفوسفور الابيض”.
إنها سردية الخداع عند “أبو الفوارس”. وبعد، فإن تراكم هذه الممارسات وردات الفعل عليها داخل الطائفة الشيعية، وجمهور الثنائي وخصوصا السلبيات تجعل من الصعب بمكان تيسير الحل الداخلي الذي يجب أن يسير بالتوازي مع ما يطبخ في الكواليس الدولية.
المتابعون العالمون يخشون فعلا أن تؤدي هذه الأجواء إلى ما لا تحمد عقباه.