"بوجه ترامب"... بايدن يفتح الباب لمخاطر حرب عالمية ثالثة
2024-11-18 08:55:42
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً على الصعيدين الأميركي والدولي، قرر الرئيس الأميركي جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى من طراز "أتاكمس" التي سلمتها واشنطن لكييف، لتمكينها من ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية. هذا القرار الذي أتى قبل شهرين من تسليم بايدن السلطة رسمياً للرئيس المنتخب دونالد ترامب، يحمل دلالات كبيرة على السياسة الأميركية تجاه الصراع الأوكراني-الروسي وعلى العلاقات الدولية بشكل عام.
هذا القرار يأتي في وقت حساس جداً من الحملة الانتخابية الأميركية، حيث تُقدّر المعارضة السياسية في الولايات المتحدة، خصوصاً من قبل الجمهوريين، أن مثل هذه الخطوات قد تُسهم في تصعيد النزاع بشكل غير قابل للسيطرة.
وانتقد نجل الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، القرار بشدة في تغريدة عبر منصة "إكس"، محملاً المجمع الصناعي العسكري مسؤولية محاولة إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة قبل تولي والده الرئاسة مجددًا، هذا التصريح يعكس المخاوف لدى بعض السياسيين الأميركيين من أن استمرار تسليح أوكرانيا قد يؤدي إلى تصعيد عسكري أوسع في المنطقة، وهو ما يزيد من تعقيد الصورة السياسية في واشنطن قبيل الانتخابات.
وأبرز المعارضين لهذا القرار كانت عضو الكونغرس عن ولاية جورجيا، مارجوري تيلور غرين، المؤيدة لترامب، التي اعتبرت أن بايدن يسعى لإشعال حرب عالمية ثالثة من خلال السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا. هذه التصريحات تبرز التوترات الداخلية في السياسة الأميركية، حيث يعبر الجمهوريون عن مخاوفهم من أن الخطوات التصعيدية قد تزيد من احتمالات نزاع أوسع في المنطقة، مما يتناقض مع موقف ترامب الذي كان قد أبدى في حملته الانتخابية السابقة رغبة في تقليص التدخلات العسكرية الأميركية في الخارج.
ويعكس القلق من التصعيد في العلاقة مع روسيا تزايد الدعوات الداخلية لوقف تدفق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وسط اجتياح الانقسام السياسي في الولايات المتحدة حول كيفية التعامل مع الحرب في أوكرانيا، فقد عبر جزء من المجتمع الأميركي عن رغبتهم في إنهاء الصراع من خلال مفاوضات دبلوماسية بدلًا من المواجهات العسكرية المستمرة التي قد تشعل المنطقة بالكامل.
في المقابل، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد ضغط بشكل مستمر على واشنطن للحصول على صواريخ "ستورم شادو" البريطانية و"أتاكمس" الأميركية، بهدف تعزيز قدرة بلاده على ضرب الأهداف العسكرية الروسية داخل الأراضي الروسية، وبالفعل، بعد شهور من المفاوضات، وافقت واشنطن على تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ، مما يمثل تحولًا استراتيجيًا مهمًا في دعم أوكرانيا.
وموافقة واشنطن على هذه الخطوة قد تعكس رغبة في تسريع تقدم أوكرانيا على الأرض، وتعزيز قدرتها على الرد على الهجمات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، خصوصًا على المواقع اللوجستية والطيران الروسي.
ووفقًا للتقارير، فإن هذه الصواريخ التي يبلغ مداها الأقصى مئات الكيلومترات، قد تمكن القوات الأوكرانية من ضرب مطارات روسية وقواعد لوجستية حيوية كانت تدعم العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، هذه القدرة العسكرية من شأنها أن تعزز من موقف أوكرانيا في المفاوضات المستقبلية، لكن استخدامها في العمق الروسي قد يفاقم الوضع على الجبهة.
من جانبها، لم تفوت موسكو الفرصة لتحذير واشنطن من مغبة تصعيد الموقف، حيث أكد فلاديمير جباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب الروسي، أن هذا القرار قد يشعل حربًا عالمية ثالثة، مشيرًا إلى أن الرد الروسي سيكون سريعًا وقويًا.
وكانت روسيا قد أكدت في مرات عدة أنها سترد بعنف على أي اعتداء يطال أراضيها أو مصالحها، واعتبرت موسكو أن الهجمات على أراضيها باستخدام أسلحة غربية هي تجاوز للخطوط الحمراء التي قد يؤدي إلى تصعيد لا يمكن التحكم فيه.
وأشارت التهديدات الروسية إلى أن أي هجوم أوكراني على أراضيها باستخدام هذه الصواريخ قد يضع المنطقة على شفا تصعيد غير مسبوق، خصوصًا في ظل التوترات المستمرة بين روسيا والغرب، والتي بلغت مستويات غير مسبوقة منذ بداية الحرب في أوكرانيا. هذا التصعيد قد يفتح الباب أمام مواجهة مباشرة بين الدول الكبرى، وهو ما يخشى البعض من أن يتحول إلى حرب عالمية جديدة.
وإذا تمت الموافقة على استخدام صواريخ "أتاكمس" في الهجوم على أهداف روسية داخل الأراضي الروسية، فإن التصعيد العسكري سيكون حتميًا، وقد تكون روسيا مجبرة على الرد بقوة على هذه الضربة، مما يفتح الباب أمام تصعيد شامل على الجبهتين الأوكرانية والروسية.
من جهة أخرى، يرى البعض أن هذا التصعيد قد يكون مجرد جزء من سياسة أميركية تهدف إلى الضغط على روسيا لإجبارها على التفاوض أو التراجع في إطار عملية دبلوماسية أوسع، ومع اقتراب وصول ترامب إلى البيت الأبيض، يمكن أن تتغير السياسات الأميركية بشكل دراماتيكي، حيث تشير بعض التوقعات إلى أن الرئيس المنتخب قد يسعى إلى تقليص التصعيد العسكري مع روسيا واستبداله بتفاوضات مباشرة.
وكالات