بين "صفقة كبرى" و"تصعيد متجدد"... ايران أمام مواجهة جديدة
2024-11-18 08:25:39
في سياق الحديث المتزايد حول السياسات الأميركية والإسرائيلية المحتملة تجاه إيران مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتباين الآراء حول ما إذا كان الأمر يتعلق بـ"صفقة كبرى" أو "تصعيد متجدد" في المنطقة.
وقال محرر الشؤون الإسرائيلية في "سكاي نيوز عربية" نضال كناعنة، أن "الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي الإيراني في 2018، قد يسعى إلى فرض ضغوط قصوى على طهران من أجل إبرام "صفقة شاملة" تضمن وقف برنامجها النووي بشكل دائم وتحد من نفوذها الإقليمي".
وأوضح كناعنة أن "إسرائيل تفضل استمرار العقوبات على إيران وعدم التوصل إلى أي اتفاق جديد، حيث ترى في هذه السياسة وسيلة لإضعاف النظام الإيراني من الداخل على غرار الطريقة التي أسهمت في انهيار الاتحاد السوفياتي".
وأشار كناعنة إلى الهجوم الإسرائيلي الأخير على منشأة سرية في مجمع بارشين العسكري، الذي يُعتقد أن إيران كانت تستخدمه لإجراء أبحاث مرتبطة بالأسلحة النووية، واعتبر الهجوم جزءاً من المخاوف الإسرائيلية المتزايدة من أن إيران باتت قريبة من امتلاك قدرات نووية متقدمة، وهو ما قد يؤدي إلى تغيير ميزان القوى في المنطقة بشكل جذري، كما أكد أن إسرائيل ترى في البرنامج النووي الإيراني "درعاً يحمي النظام" وتسعى جاهدة لإضعافه عبر استهداف المنشآت النووية والمراكز الحيوية.
في المقابل، قال الكاتب والباحث السياسي صالح القزويني من طهران، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "إيران قد أبدت مرونة في التفاوض لكنها لن تتنازل عن حقها في تطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية".
ولفت القزويني إلى أن "إيران تواجه ضغوطاً اقتصادية كبيرة، حيث تراجعت قيمة الريال الإيراني وارتفعت أسعار السلع الأساسية، مما يدفع طهران إلى محاولة تخفيف العقوبات المفروضة عليها دون تقديم تنازلات استراتيجية جوهرية"، وأضاف أن "العقوبات الاقتصادية تمثل ضغطًا هائلًا على النظام الإيراني، لكنها لم تُؤدِ إلى انهيار النظام كما كان يأمل البعض في الغرب".
وتابع القزويني قائلاً أن "إيران اكتسبت خبرة كبيرة في تجاوز الأزمات الاقتصادية والتكيف مع الضغوط الغربية"، وحذر من أن "سياسة الضغط الأقصى التي تبنتها إدارة ترامب قد تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث قد تدفع إيران إلى تعزيز علاقاتها مع دول مثل روسيا والصين، مما يعزز تحالفات طهران مع القوى الكبرى ويسهم في تقويض فعالية العقوبات الغربية".
وتظل الخيارات الأميركية والإسرائيلية بشأن إيران مفتوحة في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى الضغط على إيران للتوصل إلى اتفاق جديد، تواصل إسرائيل مساعيها لتدمير البنية التحتية النووية الإيرانية، بينما تستمر طهران في السعي لتعزيز قدراتها النووية والاقتصادية رغم الضغوط.
وكالات