في الأيّام الأخيرة إرتفعت وتيرة الإعتداء الإسرائيلي على لبنان، وارتكب الطيران الحربي للعدو مجازر عديدة في أكثر من منطقة لبنانية ذهب ضحيتها المئات بين شهيد وجريح، إضافة إلى تهجير آلاف اللبنانيين من المناطق المستهدفة نحو مناطق أكثر أمناً لهم ولعائلاتهم، إنّما من غير أن يحقق العدو تقدّماً ميدانياً على الأرض في طول خطوط المواجهة على الجبهة الجنوبية، ولا تحقيق إنجاز سياسي أو دييلوماسي يقطف فيه حجم الدمار والقتل والتهجير الذي يمارسه منذ أكثر من 400 يوم بلا انقطاع.
أسباب كثيرة تدفع العدو الإسرائيلي إلى ارتكاب “حفلات الجنون” هذه، والفظائع التي يندى لها الجبين ويقف العالم حيالها متفرّجاً، وكأنّ ما يشهده قطاع غزّة ولبنان من جرائم غير مسبوقة بحق الإنسانية مجرد حوادث فردية عادية، لا بل إنّ أكثرية العالم الذي يصف نفسه بـ”العالم الحرّ” هو شريك فعلي ومتواطىء شكلاً ومضموناً مع هذا العدوان.
فمنذ بدء العدو الإسرائيلي المرحلة الثانية من عدوانه المتمثلة في القصف الجوي على مناطق محدّدة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بهدف القضاء على قوّة حزب الله العسكرية وتدميرها، مروراً باغتيال قادة الحزب وكوادره البارزين، وعلى رأسهم الأمين العام للحزب الشهيد السيد حسن نصر الله في 27 أيلول الماضي، ظنّ العدو أنّه حقق إنجازات ستتيح له إعلان النصر على المقاومة، وفرض شروطها عليها، لكن بعد مرور أكثر من 400 يوماً على بدء العدوان، وأكثر من شهر ونصف على المرحلة الثانية التدميرية منه، لمس العدو أنّ شيئاً من أهدافه الرئيسية لم يتحقق، وأن اغتيال قادة الحزب، من مختلف المناصب والمستويات، لم يغيّر شيئاً من واقع الميدان.
فالمقاومة ما تزال تمسك بالكثير من مفاصل الميدان وهي صامدة وثابتة في المواجهات البرّية، في موازاة إستمرار إطلاق الصّواريخ والمُسيّرات نحو العمق الإسرائيليّ؛ عدا عن تصاعد نوعيّة السّلاح والتّقنيّات المستخدمة في الميدان بشكل واضح، وعجز العدوّ عن تحقيق أيّ هدف استراتيجيّ ملموس من الأهداف التي وضعها هو لنفسه حتّى الآن، وتماسك الموقف السّياسيّ والإعلاميّ والتّعبويّ للمقاومة، هذا فضلاً عن استمرار بيئة المقاومة في احتضانها لها برغم كلّ ما أصابها.
كلّ ذلك دفع العدو، بعد نفاد عدوانه على بنك الأهداف الذي حدّده لنفسه، إلى استهداف المدنيين في منازلهم ومحالهم التجارية والمستشفيات ومراكز الدفاع المدني وغيرها من الأهداف التي ليست أهدافاً عسكرية، وذلك لهدف واحد هو الضغط على لبنان، حكومة ومقاومة، من أجل القبول بشروطه لإيقاف العدوان والرضوخ للتسوية التي يطرحها، مع معرفته المسبقة أنّ الذي لم يستطع تحقيقه منذ بدء عدوانه قبل أكثر من 400 يوم على قطاع غزّة ولبنان، لن يستطيع تحقيقه لا اليوم ولا غداً.
The post إسرائيل للبنان.. مزيدٌ من القتل والدّمار حتى الرضوخ للتسوية!.. عبدالكافي الصمد appeared first on .