زيارة لاريجاني إلى لبنان وسوريا... رسالةٌ إيرانية في قلب التوترات الإسرائيلية!
2024-11-17 22:55:54
عاد مساء السبت علي لاريجاني، المبعوث الخاص للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والرئيس السابق للبرلمان الإيراني، إلى طهران بعد زيارة استمرت يومين شملت كلًا من سوريا ولبنان. الزيارة جاءت في وقت حساس، في أعقاب التهديدات الإسرائيلية للرئيس السوري بشار الأسد، والتي استدعت التدخل الإيراني.
ووفقًا لموقع "رويداد 24" الإيراني الناطق بالفارسية، كانت زيارة لاريجاني مهمة للغاية، حيث كانت تهدف إلى نقل رسالة "سياسية-أمنية" من إيران إلى حلفائها في المنطقة.
بدأ لاريجاني جولته بزيارة دمشق، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، قبل أن يتوجه إلى بيروت للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وفي تعليق له على الزيارة، قال الدبلوماسي الإيراني السابق عبد الرضا فرجي راد، إن الرسالة التي نقلها لاريجاني لا تزال غامضة ولم يتم الكشف عن تفاصيلها حتى الآن. ورغم ذلك، أوضح أن اختيار لاريجاني لهذه المهمة يشير إلى أهمية خاصة لهذه الرسالة التي تحمل طابعًا سياسيًا وأمنيًا بالغ الأثر.
وأوضح فرجي راد أن الزيارة تأتي بعد تصاعد التهديدات الإسرائيلية لسوريا، خاصة بعد إعلان إسرائيل ضرورة قطع الطرق التي تربط بين سوريا ولبنان، والتي تُستخدم لإيصال المساعدات السورية إلى لبنان. ويبدو أن إسرائيل قد طلبت من روسيا، عبر ممثلين عن تل أبيب، الضغط على دمشق لوقف تلك المساعدات.
وأشار فرجي راد إلى أن إيران كانت حريصة على إيصال رسالة دعم للبنان وسوريا، في ظل التصعيد المستمر على الجبهة اللبنانية. وأضاف أن إيران تؤكد موقفها الثابت في دعم حزب الله، لكن طهران لا تسعى للتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، كما أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في تصريحات سابقة. بل إن دعم إيران، حسب فرجي راد، يقتصر على المواقف السياسية والأمنية التي تدعمها الحكومة اللبنانية في ظل الأزمة الحالية.
من جانب آخر، أكد لاريجاني خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين على موقف إيران الثابت في دعم الحكومة اللبنانية في مطالبها بوقف فوري لإطلاق النار. كما أضاف أن زيارة لاريجاني تضمنت تقييم المواقف السورية في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة، خاصة تلك المتعلقة بحماية الحدود السورية من الهجمات الجوية الإسرائيلية.
في حين تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية في لبنان وسوريا، بما في ذلك استهداف مواقع مرتبطة بإيران، يرى البعض أن زيارة لاريجاني كانت أيضًا بمثابة فرصة لإيران لدراسة أبعاد التهديدات الإسرائيلية وتحديد مدى جديتها في تنفيذ تهديداتها ضد سوريا وحلفائها.
وتأتي زيارة لاريجاني في وقت حرج، إذ تتسارع وتيرة التصعيد العسكري في لبنان، مع استمرار القصف الإسرائيلي على أهداف تابعة لحزب الله. ورغم هذه التوترات، حافظ الرئيس السوري بشار الأسد على سياسة "النأي بالنفس" في ما يتعلق بالتطورات اللبنانية، مكتفيًا بإرسال رسالة تعزية إلى حزب الله بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله في أيلول الماضي.
وفي إطار السياسة الإيرانية الإقليمية، تعد زيارة لاريجاني جزءًا من سلسلة من التحركات الدبلوماسية التي تمثل استجابة للتحولات الإقليمية، خصوصًا في ظل التهديدات المتزايدة من إسرائيل.
وبحسب فرجي راد، فإن هذه الزيارة لم تكن الأولى من نوعها بالنسبة للاريجاني، إذ سبق أن كُلف بمهمات مشابهة، مثل زيارته للصين لنقل رسالة المرشد الإيراني إلى الزعيم الصيني.
لاريجاني، الذي يُعتبر مستشارًا للمرشد الإيراني الأعلى، له تاريخ طويل في أداء مثل هذه المهام الدبلوماسية الرفيعة. وفي هذا السياق، يرى البعض أن طهران تسعى، من خلال هذه الزيارة، إلى تعزيز تحالفاتها الإقليمية، بما يتماشى مع استراتيجيتها للرد على الضغوط الإسرائيلية والأميركية في المنطقة.
إسرائيل، من جهتها، ما زالت تضاعف هجماتها على الأهداف المرتبطة بإيران في سوريا، كما وجهت تحذيرات متزايدة ضد أي محاولات لتهريب الأسلحة إلى حزب الله عبر الأراضي السورية. ورغم هذا التصعيد، يظل الأسد ملتزمًا بسياسة "النأي بالنفس" على المستوى العام، رغم تعرضه لضغوط من مختلف الأطراف.
وكالات