2024- 11 - 17   |   بحث في الموقع  
logo في لبنان.. هذا ما اكتشفه مستخدمو “آيفون”! logo غارات كثيفة على الضاحية.. و"الحزب" يضرب محطة غاز بحيفا logo 4 مجازر بغزة.. وحماس مستمرة بالتنسيق مع القيادة الميدانية logo بعد سحب الحواجز... إسرائيل تفتح الطرق الشمالية أمام المدنيين للعودة logo "أتلقى رسائل بأعداد متزايدة"... ادرعي للبنانيين: لست جهة الاتصال المناسبة! logo لِضمان حقوقهم... اقتراح جديد من "الأساتذة المتعاقدين" إلى بدران! logo تهديدٌ إسرائيلي إلى سكان حارة حريك وبرج البراجنة! logo "الضغوط الداخلية والخارجية تدفع حزب الله نحو أزمة عميقة"!
"ينزل مطر" لأحمد قعبور: الغناء في مواجهة الخراب
2024-11-17 10:55:44


في زمن الضغائن والمنايا والحرب ووحشية قصف الطائرات الإسرائيلية وسقوط المباني وإبادة منازل القرى والغبار والرماد وصوت الإسعافات والمسيّرات والشهداء والنزوح القاسي والتكديس البشري في بيروت والمناطق، ومحو الذاكرة.. اختار الفنان اللبناني أحمد قعبور أن يبحث عن شيء يخفف أثقال الواقع المستجّد، أن يخوض حرباً بلا ضحايا، في زمن الأضاحي البشرية. وقرّر أن يطلق أغنية "ينزل المطر" بصوته الدافىء الحنون، ومن ألحانه، في أجواء رومنسية هادئة، نقية، بصحبة الغيتار، بعيداً عن الضجيج والتكلّف والصراخ.
واللافت أنّ الكلمات قصيدة هي لأبرز شعراء الرفض وصاحب "لا تصالح"، المصري أمل دنقل، تقول كلماتها:
وينزل المطر
ويغسل الشجر
ويثقل الغصون الخضراء بالثمر
... ...
ينكشف النسيان
عن قصص الحنان
عن ذكريات حب
ضيعه الزمان
لم تبق منه إلا النقوش في الأغصان
قلب ينام فيه سهم
وكلمتان
تغيب في عناق
جنبي.. فراشتان
وأنت يا حبيب
طير على سفر
* * *
ويرحل المطر
ويذبل الشجر
ويغمر الغبار النقوش والصور
... ...
وتهبط الأحزان
فتمحي الألوان
والقلب
والخطوط العرجاء
والأسمان
وينخر السوس القديم في العيدان
وترحل الطيور الزرق
بلا عنوان
تسأل عن هوانا
تسأل عما كان
.. . ما كان يا حبيبي
حلم... وقد عبر!
* * *
وينزل المطر
ويرحل المطر
وينزل المطر
ويرحل المطر
والقلب يا حبيبي
ما زال ينتظر
في زمانه، كان زعيم البيتلز جون لينون واعظاً "مارسوا الحب/ لا الحرب". أحمد قعبور يقول إن هذه الأغنية عن الفقد، الحبّ، الأماكن وفصول العمر. وقد اختار قعبور حرباً بلا ضحايا، في زمن الأضاحي البشرية، الأغنية تُسمع في أي وقت. نسمع الأغنية ونقول شتان بين نزول المطر الذي يرمز إلى الخصب والنماء كمظهر طبيعي، ومثقل بقصص النسيان والحنين ومفعم بالحياة والتجدّد، ونزول القنابل التدميرية في الواقع الذي يرمز إلى الوحشية والموت والإبادة، بل هو الوحشية بذاتها.
والقصيدة القندلية سبق أن خضعت للكثير من الكتابات النقدية. يقول الناقد العراقي محمد صابر عبيد إن التكرار الدائري الذي جاءت عليه قصيدة "المطر" للشاعر أمل دنقل خضع لمستوى إيقاعي أكثر تدفقاً، بحكم التقفية السطرية المتلاحقة التي وفرت صوتية أكبر لتردد التكرار: وينزل المطر ويغسل الشجر ويثقل الغصون الخضراء... يتقاطع هذا الكلام مع ما كتبه الشاعر بول شاوول: نلاحظ حتى النقاء الجمالي في اللغة، أو هذه الشفوية العالية التي تقترب من النشيد، وهذه الكيميائية الداخلية بين الصور وبين الموسيقى (تكرار، قوافٍ أو لازمة، أو الإكثار من حروف اللين)... كم تُذَكِّر هذه القصيدة(ينزل المطر) وسواها بالأثر الموسيقي للرمزية (الغنائية) عند بول فرلين الذي يعتبر أن "الموسيقى هي كل شيء في الشعر" أو الأحرى هي العنصر "الايحائي" الأول".
وقدمت القصيدة إحدى الفرق القصيدة مع موسيقى الفلامنكو، وأيضاً قُرأت في فيديو على يوتيوب في إطار تكريم أمل دنقل.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top