سيناريو غزة لن يتكرر!.. هذا ما يرفضه لبنان
2024-11-17 07:25:48
من الواضح أن جولة المفاوضات الحالية لوقف الحرب وفق "الورقة الأميركية" تختلف عن كل المراحل السابقة، إنطلاقاً من جدية دولية وأميركية، يعززها تكليف الرئيس دونالد ترامب للمبعوث الأميركي آموس هوكستين، ممثل الإدارة الحالية بالوصول إلى حل، خصوصاً وأن ترامب، كان أعلن أنه يريد وقف الحرب قبل وصوله إلى البيت الأبيض. ويكشف مدير "مركز الإستشراف الإقليمي للمعلومات" المحلل عباس ضاهر، أنه "عندما أعطى لبنان جوابه لهوكستين في زيارته الأخيرة، بالنسبة للإلتزام بتطبيق القرار 1701، كان يريد وقف الحرب، وقد وعد هوكستين بالعودة بالجواب على موقف لبنان خلال أيام، ولكن مرت فترة طويلة قبل أن يوافق الإسرائيلي على ما تضمنته المسوّدة التي قدمتها السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون الى إلرئيس نبيه بري".وفي حديثٍ لـ""، يعيد المحلل ضاهر هذا التأخير إلى عدة أسباب "كان وما زال سيخترعها نتنياهو، الأول، أنه يريد استكمال الحرب لتحقيق إنجازات ميدانية يستطيع من خلالها القول للمستوطنين في الشمال إنه دمر الأنفاق و دخل إلى قرى جنوب الليطاني وبالتالي يستطيعون العودة بأمان، والسبب الثاني، يعود إلى غياب ثقة نتنياهو كما يوحي بقوات اليونيفل أو بالجيش اللبناني، لتدمير الأنفاق و إزالة البنى التحتية للمقاومة في جنوب الليطاني، فيما السبب الثالث والأهم، هو أن نتانياهو مُستدعىً للتحقيق، ويماطل قدر الأمكان بالحرب للتهرب والتملص من التحقيق في تل أبيب".ورغم ذلك يتحدث ضاهر عن "إيجابيات وسلبيات في الورقة الأميركية"، موضحاً أن "الرئيس بري سيقدم تعديلات عليها، كي لا يُقال إن لبنان يرفض وقف الحرب، ولذا سيتعامل معها بجدية وواقعية وإيجابية، ولن يرفض المسائل التي ينصّ عليها الـ1701 إنما كل ما أتى من خارج القرار الدولي، هو عرضة للرفض اللبناني و لكن مع تقديم تعديلات عليه".وعمّا هو مرفوض، يشير ضاهر إلى أن "المشكلة الأساسية هي باللجنة المشرفة على تنفيذ الـ1701، لأن لبنان، وحسبما يقول الرئيس بري، يعارض تأليف لجنة دولية تضم الأميركين والبريطانيين والألمان والفرنسيين والأمم المتحدة وغيرهم، طالما يمكن الإستناد إلى تجربة تفاهم نيسان، التي قضت بتشكيل لجنة من الأميركيين والفرنسيين ولبنان وإسرائيل والأمم المتحدة، وبالتالي، فالرفض اللبناني لتوسيع هذه اللجنة، يأتي في ضوء علامات استفهام عن الأدوار التي يمكن أن تحملها زيادة هذه الدول وتحديداً البريطانيين والألمان". ورداً على سؤال حول "الضمانات الأميركية لإسرائيل"، يشير ضاهر إلى أن السفيرة الأميركية نفت أن يكون هناك "اتفاق جانبي أو ورقة ضمانات جانبية مكتوبة لم تُذكر بالمقترح الأميركي، وبالتالي ما يلزم لبنان هو ما ورد بالصيغة والتي سيتم الإتفاق عليها لتصبح المسودة ورقةً رسمية و لكن بعد إدخال التعديلات اللبنانية عليها ومنها موضوع بند المراقبة". وعن احتمال تكرار سيناريو مفاوضات غزة في لبنان، يقول ضاهر إن "الإسرائيلي ماطل في السابق، ولكن مع الظروف الأميركية اليوم و ضغط الوقت حتى استلام ترامب، إضافةً الى الواقع الميداني والإستنزاف الطويل الذي لا يتحمله الإسرائيلي كثيراً نتيجة الصواريخ التي تُطلق من لبنان باتجاه حيفا وصفد وعدة مناطق أيضاً، مجموعة عوامل ستجعل الإسرائيلي يتعامل مع لبنان خلافاً لواقع تعامله في غزة، باعتبار التفاوت في القدرات العسكرية وبالخسائر عند إسرائيل، رغم أن العنوان دائماً هو أن نتانياهو يحاول أن يماطل قدر الإمكان".وعن موعد عودة هوكستين، يؤكد ضاهر أنه "في الأيام المقبلة سيعطي لبنان الجواب ويتم الإتفاق عليه بعد مراجعة الإسرائيلين، وذلك بإطار تفاوض ديبلوماسي وتفاوض بالنار على وقع الحرب، على أنه بعد تظهير الصورة النهائية، سيأتي هوكستين ليظهر إخراجها، ولكن ليس هناك من وقت محدد لذلك". وبالنسبة للتوقيت المحتمل لوقف النار، يشدد ضاهر أنه "بعد التجربة السابقة، ليس بإمكان أي طرف أن يجزم بموعد وقف النار، إلاّ أن الظروف اليوم اختلفت، فلبنان يتعاطى بإيجابية والظروف يجب أن تدفع الإسرائيلي لوقف المماطلة، وربما خلال أيام أو أسبوعين ممكن التوصل إلى صيغة بهذا الإطار، ولكن الأمور مرهونة بالمسار التفاوضي القائم الآن وسط إيجابيات ظاهرة أكثر من السلبيات".
وكالات