بدأت من أوكرانيا تظهر ملامح المشهد السياسي الدولي الجديد، الذي جاء بدونالد ترامب رئيساً والذي شكّل وصوله إيذاناً ببدء مساره، حيث الفشل في الحرب على روسيا رغم حشد كل طاقات الغرب، كان من عوامل فشل الحزب الديمقراطي صاحب مشروع الحرب دفاعاً عن العولمة الأميركية، وحيث أيضاً أولى فقرات إنهاء الحروب غير المحرجة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الملتزم بمواجهة الصعود الصيني الاقتصادي ودعم حروب كيان الاحتلال، لكن الداعي للتفاهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث لا إحراج في خيارات الحرب كحال الحروب الإسرائيلية، ولا تصادم مع المصالح الاقتصادية الأميركية كحال النزاع مع الصين، وقبل أن يتسلّم ترامب سدة الرئاسة تفاعل الفشل الغربيّ في الحرب مع خشية تلقي مبادرة ترامب نحو روسيا من موقع الهزيمة، بادر المستشار الألماني أولاف شولتز بصورة لافتة وللمرة الأولى منذ عامين، إلى الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاوراً لمدة ساعة، حيث قال المكتب الصّحافي للرّئاسة الرّوسيّة (الكرملين)، في بيان، إنّ محادثةً هاتفيّةً جرت بين الرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين، والمستشار الألماني أولاف شولتس، وهي الأولى من نوعها منذ كانون الأوّل 2022، موضحًا أنّه “جرى خلال المكالمة تبادل مفصّل وصريح لوجهات النّظر حول الوضع في أوكرانيا”.
لبنانياً، كانت ورقة التفاوض حول وقف إطلاق النار التي سلّمتها السفيرة الأميركية ليزا جونسون لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ومعها زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني السابق علي لاريجاني موفداً من مرشد الجمهورية الإمام علي الخامنئي، محور الاهتمام اللبناني، الورقة التي وصفها لاريجاني بعد لقائه بري حاملاً له رسالة دعم من الخامنئي، قائلاً في حوار مع قناة الميادين، بأنها “يمكن، في بعض نقاطها، التوصل إلى حل مستقبلاً، إذا لم تسعَ واشنطن ومعها “إسرائيل” للعبث بها”.
عن الورقة تحدث بري نافياً أن يكون هذا المقترح يتضمّن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مسّ بسيادتنا. كما نفى بري أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسيّة أو غيرها في لبنان. وكشف بري أن المقترح يتضمّن نصاً “غير مقبول لبنانياً”، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضمّ عدداً من الدول الغربية. وقال: “هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها”، في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006. وإن “الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم”، وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأميركي أموس هوكستين إلى لبنان “رهن بتطوّر المفاوضات وتقدّمها”.
الموقف اللبناني المفاوض تحت النار، يستند الى تراجع إسرائيلي بائن تسببت به نار المقاومة التي قلبت سحر التفاوض تحت النار على رأس الساحر الإسرائيلي، سواء عبر المواجهات البرية الضارية التي دارت على محاور طلوسة مركبا أو طير حرفا – شمع أو عيترون – عيناتا، والتي سجلت فيها المقاومة سيطرة بالنار ألزمت الاحتلال بالتراجع بينما نيران المقاومة بلغت مجدداً تل أبيب.
وفي سياق التفاوض بالنار فإن المفاوضات كلما تكثفت لإنهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان، اشتدّت الضربات على لبنان وضاعف حزب الله من ضرباته التي توجع الإسرائيلي.
وفيما تسلّم لبنان مسودّة المقترح الأميركي، فقد أفيد أنها تتألف من 5 صفحات و13 بندًا، وتستند إلى القرار 1701 كاملًا، الذي يتمّ درسه حاليًّا مع “حزب الله”، وبحسب المسودة فإن “اللّجنة التي سيتم تشكيلها ستراقب تنفيذ الاتفاق ستكون مؤلّفةً من جهة لبنانيّة وجهة إسرائيليّة والأمم المتحدة، وهناك احتمال بأن تنضم أميركا إليها وفرنسا ودولة عربيّة أيضًا».
وبحسب المعلومات، رفض لبنان توسيع اللجنة، مع تأييد إحياء لجنة تفاهم أبريل 96 المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان و”إسرائيل”، على أن تحل” الأمم المتحدة مكان سورية، كما رفض إشراك ألمانيا وبريطانيا.
كما لفتت المصادر إلى أن “الجيش اللبناني سيكون الجهة الوحيدة المخوّلة بالتحرك عسكرياً مع حصر السلاح بيده، وتقديم الدعم له لضبط المعابر الحدودية ومنع تهريب السلاح مع تعزيز وتفعيل دور قوات اليونيفيل”.
وأمس، نفى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يكون هذا المقترح يتضمّن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مسّ بسيادتنا. كما نفى بري أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان.
وكشف بري أن المقترح يتضمّن نصاً «غير مقبول لبنانياً»، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية. وقال: «هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها»، في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006.
وحرص بري على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن «الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم»، وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأميركي أموس هوكستين إلى لبنان «رهن بتطور المفاوضات وتقدمها”.
وكانت أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن مشروع الاتفاق بين لبنان و”إسرائيل” يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701. وأضافت أن “مشروع الاتفاق بين لبنان و”إسرائيل” يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر”. وتابعت: “وفق مشروع الاتفاق فإن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في الجنوب مع اليونيفيل”، مضيفة أن “أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله ستشرف عليه الحكومة”. وقالت: “وفق مشروع الاتفاق سيتعين على “إسرائيل” سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام”.
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الى أنّ “إسرائيل” تسعى بمساعدة من القوات الروسية في سورية لمنع حزب الله من تجديد مخزون أسلحته بالتهريب. وأوضحت أنّ الخطوط العريضة لاقتراح التسوية تقضي بمنع الجيش اللبناني واليونيفيل حزب الله من العودة جنوباً. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين خشيتهم من أن يقود توسيع “إسرائيل” عمليتها في لبنان إلى حرب استنزاف.
وأشار كبير مستشاري المرشد الأعلى في إيران، علي لاريجاني، إلى أنّ “إيران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية ولا سيما القرار 1701 وأن إيران تدعم انتخاب اي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون”. واستهلّ لاريجاني زيارته الرسمية إلى بيروت، من السراي، حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أكد خلال الاجتماع “أن المطلوب دعم موقف الدولة اللبنانية لجهة تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، ودعم الوحدة الوطنية، وعدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات لدى أي فريق من اللبنانيين وتكون لصالح فريق على حساب الآخر”. وشدد “على ان الحكومة اللبنانية تعطي الأولوية لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والتوصل الى وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، من دون أي تعديلات او تفسيرات مغايرة لمضمون القرار ومندرجاته”. وشدد على “ان الاتصالات مستمرة في هذا الإطار بهدف الوصول الى تفاهم”.
ومن عين التينة انتقل للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبعد لقائه قال لاريجاني: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستقف الى جانب الجمهورية اللبنانية حكومة وشعباً وفي كافة الظروف وخاصة في ظل الظروف الحالية التي يعيش خلالها الشعب الفلسطيني واللبناني حياة صعبة بسبب ما تقوم “إسرائيل” من اعتداءات والجرائم ضدهما”. وتابع: “الهدف الأساس والرئيس لزيارتنا هذه بأن نقول بملء فمنا نحن سنقف الى جانب جمهورية لبنان حكومة وشعباً وفي كافة الظروف، وكانت لدينا خلال هذه الزيارة مشاورات وتبادل لوجهات النظر في مختلف المواضيع وأتمنى حلحلة كل هذه المشاكل والمصاعب التي يعيشها لبنان وحكومة لبنان بأسرع وقت ممكن. وفقكم الله”.
ورداً على سؤال حول دعم إيران تنفيذ القرار ١٧٠١ أجاب لاريجاني: أي قرار تتخذه المقاومة اللبنانية وأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية نحن نوافق عليه وندعمه. وعما إذا كانت الزيارة لنسف الوثيقة أو المبادرة الأميركية؟ أجاب: نحن لا نسعى وراء نسف أي شيء بل نريد حل المشكلة وفي كل الظروف نحن نقف الى جانب لبنان والذي ينسف الأوضاع هو نتنياهو وأنصاره وأعوانه، فعليكم التمييز بين أصدقائكم وأعدائكم.” وهل نقلتم رسالة السيد علي الخامنئي للرئيس نبيه بري تحديداً؟ قال: “نعم تم نقلها”. وسئل لاريجاني: هناك من يتهم الجمهورية الاسلامية الإيرانية أنها تخلت عن المقاومة؟ أجاب: أعتقد بأنكم تأخذون ممازحات كهذه على محمل الجد مَن الذي يروّج لهذا الكلام؟ وعن رسالة إيران لحزب الله؟ أجاب: حزب الله هو تيار صلب ورشيد وأن الشعب اللبناني هو شعب عظيم، وحزب الله بأنفسهم يعرفون كيف يتصرفون. نحن مثلما قلنا سندعم المقاومة في ظل كافة الظروف وهم يعلمون كيف يتصرفون.
وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان في بيان بمناسبة 16 تشرين الثاني، عيد تأسيس الحزب، أننا جميعاً في لبنان، معنيّون بتحصين الصمود، كل من موقعه وبالتناسب مع قوّته وقدرته وإمكانيّاته. وواجب الوجوب، صون السلم الأهلي وتحصين وحدة المواطنين والتمسّك بعناصر القوة كلها المتمثلة بثلاثيّة ذهبيّة تقدّم مجتمعة التضحيات والشهداء.
وقال حردان: الواجب يدعونا إلى التشديد على ضرورة قيام دولة المواطنة المدنية الديمقراطية، دولة قوية قادرة وعادلة، معزّزة بالثوابت والخيارات الوطنية وفي مقدّمها الالتزام بخيار المقاومة، وبحماية السلم الأهلي، والتصدّي لمشاريع الفدرلة والتقسيم، والتنسيق والتعاون مع سورية بموجب معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق المثبتة في الدستور، لما لسورية من دور وموقع، جعلا منها قلعة قوميّة للمقاومة وحاضنة لها، مما عرّضها لحرب كونية إرهابية.
وقال: في فلسطين، جميعنا معنيّون بمواجهة آلة القتل الصهيونية التي ترتكب المجازر. فلا يكتمل صمودنا إلا بالوحدة الوطنية والتمسك بخيار المقاومة سبيلاً وحيداً للتحرير والعودة، بعيداً عن كل اتفاقيات ما زادت عدوّنا إلا غطرسة وإجراماً.
وأضاف: العدو الصهيونيّ يحاصرنا بالنار والإجرام، يقتل أطفالنا ونساءنا والآمنين. وعلى وقع جرائمه الموصوفة ومجازره الوحشيّة، يريد فرض شروطه وأهدافه مستعيناً بموفد أميركيّ ينطق باسمه، في حين تنأى المؤسسات الدولية المعنية بنفسها عن تحمّل مسؤولياتها، واضعة القوانين والمواثيق الإنسانية والدولية في ثلاجة الموتى، والسلم والأمن الدوليين في مهب الخطر.
وعليه، رأى حردان أنّ القمة العربية ـ الإسلامية التي انعقدت قبل أيام في الرياض، بالمواقف التي تخللتها وبمضمون بيانها الختاميّ، تشكل عاملاً مهماً لكبح جماح العدوانية الصهيونية، إنْ من خلال إعادة الاعتبار للموقف الجامع والموحّد تجاه العدوانية الصهيونية، أو من خلال تشكيل آليات ضغط على القوى والمؤسسات الدولية كي تتوقف عن ممارسة سياسة ازدواجية المعايير، وأن تقف أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً مع الضحية وضد القاتل.
وفي هذا السياق رأى ضرورة قصوى في إطلاق يد الشعوب العربيّة لتشكيل جبهة شعبية عربية لمناصرة فلسطين والمقاومة. وهذا من شأنه أن يشكّل تأسيساً لإعادة ترتيب البيت العربي بما يحقق مصالح الشعوب العربية ومستقبلها، خصوصاً بعدما ثبت أن مَن يقف مع العدو الصهيونيّ ويتبنّى إجرامه، ساقط من عالم الإنسانية.
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، سفير فرنسا لدى لبنان هيرفي ماغرو وجرى عرضٌ للجهود القائمة، من بينها تلك التي تقوم بها فرنسا، وللأفكار المطروحة، من أجل التوصل الى وقفٍ لاطلاق النار ووضع حد للعدوان الإسرائيلي، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701. وشدّد بوحبيب على أن أي اقتراح لحلّ النزاع يجب أن يستند إلى احترام سيادة لبنان وحرمة أراضيه وحدوده المعترف بها دولياً، وإلى القرار 1701 الذي أكدت الحكومة اللبنانية تمسّكها بتنفيذه بكامل مندرجاته وبشكل متوازٍ. وزار ماغرو معراب واجتمع مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وتناول البحث مختلف التطوّرات المحليّة والإقليميّة لا سيما الميدانية والجهود الفرنسية المستمرّة في ما يخصّ التوصل إلى وقف إطلاق النار وتطبيق القرارات الدولية. ووضع السفير ماغرو جعجع في أجواء المساعدات الإنسانيّة التي تقدمها فرنسا والتزامها الوقوف إلى جانب لبنان، وتجسّد ذلك من خلال المؤتمر الدولي من أجل دعم لبنان وسيادته الذي عُقد في 24 تشرين الأول في باريس. كما تناول اللقاء الملف الرئاسي والجهود المستمرّة من قبل الخماسية على رغم صعوبة المرحلة.
وأمس، زار السفير السعودي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وأكد حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره ووقف العدوان الإسرائيلي الذي يرتكب جرائم بحق الشعب اللبناني، آملاً في أن تثمر المساعي والجهود الدبلوماسية اتفاقاً لإعادة النهوض بلبنان والعيش بسلام. وشدّد بخاري على أن المملكة العربية السعودية كانت وستبقى إلى جانب لبنان واللبنانيين في السراء والضراء. وأكد أن “المساعدات العينية التي تقدمها السعودية إلى اللبنانيين وخصوصاً النازحين من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مساهمة لبلسمة جراح اللبنانيين الذين يعانون ويلات الحرب”. وأكد المفتي دريان أن “لبنان لا يمكن إنقاذه وتجاوز المحنة القاسية التي يمر بها من عدوان صهيوني عليه إلا بتعاونه مع أشقائه العرب، ولا خلاص له إلا بتنفيذ القرار 1701 وتطبيق اتفاق الطائف والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ليكون للدولة رأس يحظى بأصوات أغلبية النواب بمشاركة كل المكونات اللبنانية من دون استثناء وتأليف حكومة قوية وفاعلة وتفعيل مؤسسات الدولة والعيش في كنفها”.
وتوجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالقول: “قطع المجرة الشمسية كلها أسهل من النيل من سلاح المقاومة، ولا قيمة للبنان بلا المقاومة، وأنصح البعض ألا يتطوّع لمهمة لا تستطيع “إسرائيل” القيام بها، وما يجري حرب بحجم المنطقة، وسلاح المقاومة ضمانة بحجم هذه الحرب، ولا مصلحة لأحد بلعب دور “إسرائيل” في لبنان”. وأضاف: “في هذا السياق، أشدّد على قيمة الجيش الوطنية ووظيفته العليا بالشراكة الميثاقية وتوظيفاتها الفعلية، ولا محلّ في هذا البلد للثأر الطائفي أو السياسي، ولبنان بتركيبته السياسية لن يتغيّر ولا يحلمنّ أحد بالتغيير أو اللعب بالموازين الوطنية”.
وميدانياً، استمرت الغارات الإسرائيلية في إطار سعي “إسرائيل” لفرض شروطها التفاوض بالنار. ففي أقل من 48 ساعة، نفذت “إسرائيل” 11 غارة على منطقة الغبيري، وكثفت عداونها على مناطق الضاحية الجنوبية. واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مبنى في محلة الجاموس في منطقة حارة حريك، وغارة أخرى استهدفت محيط الكفاءات قرب مدارس المهدي. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي المعادي، سلسلة غارات على مناطق حارة حريك وبرج البراجنة في الضاحية الجنوبية واستهدفت احدى الغارات منطقة برج البراجنة على مسافة غير بعيدة عن المدرج الشمالي لمطار بيروت. وجنوباً، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على الخيام، وطير حرفا جنوبي صور، كما أغار على منزل في بلدة برج رحال حي الضهور. وعلى أربع دفعات متتالية، أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة تبنين مستهدفا عدداً من المنازل.
واستمرّ القصف الإسرائيلي، على مثلث طير حرفا – الجبين وشيحين وحتى بلدتي يارين وأطراف علما الشعب بالقذائف الثقيلة من عيار 155 ملم وسط تخليق للطيران الاستطلاعي والمسير فوق أجواء حرج صور والقطاع الغربي على علو منخفض.
كذلك أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة جباع في منطقة إقليم الخروب، بعدما أغار عليها ليلاً أيضاً.
وسجل قصف إسرائيلي عنيف على بلدتي المنصوري ومجدل زون وصولاً لبلدة بيوت السياد وضهور البياضة في جنوب صور. وبمسيّرة معادية استهدفت غارة المساكن الشعبية – الزراعة في صور. وفخّخ جيش العدو وفجّر مقام النبي شمعون الصفا ومنازل مجاورة بعد انسحابه من بلدة شمع قضاء صور.
ونفذت مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجّه مستهدفاً محيط تلة علي الطاهر في أطراف النبطية الفوقا، وكذلك، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي المعادي على المناطق والمراكز التجارية والسكنية في النبطية التي شملها تهديد الجيش الإسرائيلي، فشن 4 غارات تعد الأعنف منذ بداية العدوان وأسفرت عن تدمير مركز تجاري كبير ومحيطه وسط المدينة وسنتر “خياط” في المدينة.
وارتكبت “إسرائيل” مجزرة مروعة ليل أول امس، في بلدة عربصاليم في منطقة إقليم التفاح حصدت 6 شهداء بينهم 5 مسعفين عندما استهدفت الطائرات الحربية المعادية مركزهم في الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية في عربصاليم.
وفي بعلبك، أدّت الغارات العنيفة ليل أول أمس، إلى استشهاد 20 مواطناً، بينهم 12 شهيداً، قضوا في مركز بعلبك الإقليمي للدفاع المدني في دورس. واستهدفت الغارات الإسرائيلية مساء أمس بعلبك ومحيط بلدة الخضر وحارة الفيكاني في زحلة.
في المقابل، استهدف حزب الله قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، بصليةٍ صاروخية. وأعلن الحزب عن استهداف قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة. وأعلن حزب الله عن استهدافه تجمّعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الغربية لبلدة الجبين، بصاروخٍ موجّه، وأوقعوهم بين قتيل وجريح. وللمرة الثالثة، استهدف الحزب تجمعًا لقوات جيش العدو عند الأطراف الشرقية لبلدة طلوسة. وفي سلسلة بيانات متتالية أعلن الحزب عن استهدافه لتجمعات القوات الإسرائيلية في بوابة العمرا عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام، وتجمع آخر في بلدة مارون الراس، بمحلقة انقضاضيّة كبيرة، وأصابت هدفها بدقة. ومساء أمس، استهدف الحزب تجمّعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي في مرتفع القبع عند الأطراف الجنوبيّة الشّرقيّة لبلدة مركبا؛ بصليةٍ صاروخيّة.