بين التصعيد والدعوات للحوار: رسائل ايرانية متناقضة
2024-11-16 19:55:40
في ظل تصاعد التوترات بين إيران والغرب، لاحظ مراقبون ما وصفوه بـ"الرسائل المتناقضة" التي تبعثها طهران، إذ من جهة، تصعّد إيران تجاه إسرائيل والدول الغربية، بينما من جهة أخرى، تُطلق دعوات مستمرة للحوار والتفاوض، ما يثير تساؤلات حول الاستراتيجية الإيرانية الحقيقية ومدى جديتها في التوصل إلى حلول دبلوماسية وسط الأوضاع الإقليمية المتوترة.
وعلى مدار الأيام الماضية، أصدر قادة الحرس الثوري الإيراني تهديدات واضحة ضد إسرائيل والغرب، معتبرين أن "المقاومة" في المنطقة، بما فيها دعمهم لحزب الله وحماس، ستكون ردًا على ما يصفونه بالعدوان الغربي والإسرائيلي.
في الوقت ذاته، تواصل الحكومة الإيرانية، بقيادة وزير الخارجية عباس عراقجي، إطلاق دعوات للحوار والتفاوض مع الغرب، خاصةً في ظل العقوبات الاقتصادية الشديدة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على طهران.
وهذه التناقضات في الخطاب الإيراني دفعت إلى تساؤلات حول نوايا إيران الحقيقية، فهل هي جادة في التفاوض، أم أن تصريحاتها المتشددة تهدف فقط لتعزيز موقفها الإقليمي، وتوسيع هامش المناورة في ظل الضغوط الخارجية؟
وفي هذا السياق، قال الدبلوماسي الإيراني السابق عباس خاميار في تصريحات لقناة "سكاي نيوز عربية" أن "إيران تتبع نهجًا مزدوجًا في تعاملها مع الغرب".
وأضاف، "التصريحات المتشددة تهدف إلى الردع وفرض حضور قوي لإيران على الساحة الإقليمية، بينما تأتي دعوات الحوار في إطار محاولات لتهدئة التوترات وتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها".
ولفت إلى أن "إيران مستعدة للتفاوض، ولكن وفق شروط تحترم سيادتها ومصالحها الإقليمية"، مؤكدًا أن "طهران لن تقدم أي تنازلات مجانية طالما استمرت الضغوط والعقوبات".
من جهة أخرى، أشار جوناثان غليام، العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، إلى أن "الرسائل المتناقضة التي تصدرها إيران تعكس سياسة دعائية تهدف إلى المراوغة وكسب الوقت"، وأوضح في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" أن "إيران تعتمد سياسة الحرب بالوكالة عبر دعمها لحزب الله وحماس، مما يصعب الوصول إلى تفاهمات حقيقية معها".
وأضاف غليام أنه "من المتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة موقفًا أكثر صرامة تجاه إيران في حال عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الساحة السياسية"، كما شدد على أن "إسرائيل، باعتبارها الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة، لن تقبل بأي تهديدات تمس أمنها القومي، وسترد بشكل حاسم على أي تحركات إيرانية تصعيدية في المنطقة".
وكالات