يجري في لبنان بحث مقترح أميركي من 13 نقطة في إطار مساعي التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، وفقًا لمصادر لبنانية نقلت ذلك لقناة "سكاي نيوز عربية". وأشارت المصادر إلى أن "الجانب الأميركي نقل إلى المسؤولين اللبنانيين رغبة إسرائيل في التوصل إلى اتفاق، حيث تم التوافق على أن يكون السلاح حصريًا بيد الجيش، وتدعيمه ليكون الجهة الوحيدة المخولة بالتحرك عسكريًا في الجنوب، مع تعزيز دور القوات الدولية اليونيفيل".من جهته، أفاد مسؤول لبناني بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري طلب مهلة ثلاثة أيام لدراسة المقترح، ونفى بري أن المقترح يتضمن حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان أو نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان. وأوضح أن المقترح يتضمن بندًا غير مقبول للبنان يتعلق بتشكيل لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم دولًا غربية، مؤكدًا أن لبنان متمسك بالآلية الحالية المتعلقة بالقوة الدولية العاملة في الجنوب.وفيما يتعلق بالمقترح الإسرائيلي، قالت هيئة البث الإسرائيلية أن مشروع الاتفاق يتضمن إقرار الطرفين بأهمية القرار 1701، مع منح الحق للطرفين في الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر، كما ينص المقترح على أن الجيش اللبناني سيكون القوة الوحيدة في الجنوب إلى جانب قوات "اليونيفيل"، وأن الحكومة ستشرف على بيع الأسلحة أو إنتاجها داخل لبنان. وأشارت الهيئة أيضًا إلى أن "إسرائيل ستسحب قواتها من جنوب لبنان خلال سبعة أيام".وعلى الرغم من عدم صدور رد رسمي لبناني حتى الآن، أوضح مسؤولون أميركيون لشبكة "سي إن إن" أن التوصل إلى اتفاق بات قريبًا في ظل رغبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في التوصل إلى صفقة عاجلاً. في الوقت نفسه، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأنهم يعتزمون إعلان الاتفاق مع تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه، باعتباره هدية مبكرة له، ومن المتوقع أن ترامب لن يسعى إلى عرقلة جهود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.في هذا السياق، قال محرر الشؤون الإسرائيلية في "سكاي نيوز عربية"، نضال كناعنة: "تقدم المفاوضات أو تعثرها يؤثر بشكل مباشر على الميدان، إسرائيل وحزب الله يلعبان لعبة الرسائل المتبادلة، إسرائيل ترغب في توضيح لحزب الله كيف ستكون الأمور في حال عدم التوصل لاتفاق، بينما الحزب يريد أن يظهر لإسرائيل ضرورة الوصول إلى اتفاق".وأضاف كناعنة أن "المشكلة الحالية تكمن في أن المفاوضات غير مباشرة، حيث يتم تقديم المقترح الأميركي عن طريق نبيه بري، ولا يجلس الطرفان على طاولة واحدة فعليًا"، معتبراً أن "إسرائيل تتفاوض في الواقع مع إيران". وأوضح أن "إيران تحاول الخروج بأقل الخسائر، في حين أن إسرائيل تسعى لتعزيز ردعها بشكل أكبر".وأشار كناعنة إلى أن "إسرائيل تعمل على "كي" الوعي لدى جمهور حزب الله، بهدف التأثير على قرارات قياداته المستقبلية". وقال: "أهم ما يمتلكه الحزب هو جمهوره، وإذا خسر هذا الرصيد، سيخسر كل شيء. إسرائيل تحاول ضرب العلاقة الوثيقة بين جمهور الحزب وقيادته، مما سيجعل الحزب يفكر قبل الدخول في مغامرة جديدة ضد إسرائيل".وتابع كناعنة، "إيران أمام خيارين: إما تعويض اللبنانيين عن الخسائر، وهو ما سيكون على حساب المواطن الإيراني لإرضاء جمهور حزب الله، أو الاعتراف بأنها لن تستطيع فعل ذلك، وبالتالي يخسر حزب الله جمهوره. في كلتا الحالتين، تعتبر إسرائيل أن الأمر سيكون لصالحها".