مرونة مخفية بين سطور لاريجاني
2024-11-16 06:55:40
""يقرأ سفير سابق في واشنطن، بين سطور المواقف الأخيرة التي أتت من بيروت وفي توقيتٍ لافت، على لسان علي لاريجاني كبير مستشاري المرشد في إيران علي خامنئي، نوعاً من المرونة في التوجهات إزاء مشهد العدوان الإسرائيلي المتصاعد، ودخولاً على خطّ مسودة وقف إطلاق النار التي يناقشها رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع المعنيّين، تمهيداً للردّ على أبرز ما حملته والمتعلق بهوية الدول الأوروبية التي ستشارك في لجنة مراقبة تنفيذ القرار 1701 في اليوم التالي للحرب.وبدوره حمل لاريجاني أيضاً رسالةً إلى بيروت وعبر العاصمة اللبنانية إلى واشنطن، التي تُعطي مساحةً لإيران من أجل إبداء مرونة معينة في التعاطي مع المسودة الأميركية، كما يلاحظ السفير السابق في حديثٍ لـ""، حيث يؤكد أن عبارة "دعم الموقف اللبناني"، تعيد إلى الذاكرة ما كان يعلنه الأمين العام الراحل السيد حسن نصرالله، عندما يكون موافقاً على أي ملفٍ مطروح، إذ يؤكد أن "حزب الله يقف وراء الدولة"، وهو ما تكرر قبل ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.وهنا، فإن المطروح في الكواليس من أسئلة يتناول ما هو مطروح أميركياً وإسرائيلياً وروسياً، من ضمانات يطلبها بنيامين نتيناهو في عملية تنفيذ القرار 1701 مع الإبقاء على حرية التدخل من قبل إسرائيل في حال حصل خرق لعملية التنفيذ من قبل "حزب الله"، والتي لم تُدرج من ضمن ورقة أو مسودة المقترحات الأميركية، بل هي ورقة منفصلة بين أميركا وإسرائيل، لأن لبنان لن يوافق على أي طرحٍ من هذا النوع.وبالتالي، فإن السفير السابق يستدرك بأنه من المبكر الحديث عن مناخات تفاؤلية، خصوصاً وأنه طالما أن الموفد الأميركي آموس هوكستين لم يحدّد بعد أي توقيت لعودته إلى المنطقة، فإن الثابت أن الإتفاق ليس وشيكاً، ولكن من دون أن يلغي أن المفاوضات قد انطلقت وهي ما زالت في بدايتها.ورداً على سؤال حول ما يتردّد عن "منع إضعاف حزب الله في المفاوضات أو المرحلة المقبلة"، يقول السفير، إن المعلومات تؤكد أن التوجّه هو لتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، ولكن كل ما قد يطرح خلافاً لذلك، لن يكون مقبولاً من لبنان، متوقعاً بلورة الصورة كاملةً خلال الساعات ال24 المقبلة.ويربط السفير نفسه ارتفاع منسوب التصعيد والعدوان الإسرائيلي، بتقدم المفاوضات وفق معادلة "التفاوض تحت النار"، متوقعاً أن تستمر على ما هي عليه حتى الوصول إلى نتائج حاسمة في الإطار التفاوضي، خصوصاً في ظل التركيز من قبل نتنياهو على "الضمانات" من أجل وقف إطلاق النار.إلاّ أنه يستدرك بالإشارة إلى مناخ من الجدية في العملية التفاوضية، معتبراً أن مواقف لاريجاني، وهو من المتشددين في إيران، ركزت على أن القرار للحزب والدولة اللبنانية في تنفيذ القرار 1701، ما يعكس واقعاً مختلفاً عن السابق، وإن كان من المستبعد أن يبادر النظام الإيراني إلى إبداء أي طروحات أو خطوات تتّسم بالإيجابية تجاه الإدارة الأميركية الراحلة، ما يجعل من أي نتائج غير مرتقبة قبل أيام وفق أقل تقدير.
وكالات