زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الجمعة موقعين نوويين رئيسيين في إيران، في وقت تؤكد طهران أنها تريد إزالة "أي شكوك أو غموض" بشأن برنامجها النووي الذي يثير جدلا.
وزار غروسي الموقعين الواقعين على بعد مئات الكيلومترات عن طهران، بحسب صورتين نشرتهما وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا".
وفي كلّ من الصورتين، يظهر غروسي أمام مدخل إحدى المنشأتين، برفقة الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي.
وتعتبر المحادثات في طهران مع مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إحدى الفرص الأخيرة للدبلوماسية قبل عودة دونالد ترامب في 20 كانون الثاني/يناير المقبل، إلى البيت الأبيض.
وتأتي الزيارة في وقت ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن رجل الأعمال إيلون ماسك، أحد داعمي الرئيس الأميركي المنتخب، التقى الاثنين الماضي، سفير إيران لدى الأمم المتحدة "لتهدئة التوتر" بين طهران وواشنطن.
وانتهج دونالد ترامب خلال ولايته الأولى بين العامين 2017 و2021، سياسة "الضغط الأقصى" حيال إيران، وأعاد فرض عقوبات مشددة، عقد انسحابه عام 2018، من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
ورداً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، بدأت طهران التراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات أتاحت نمو وتوسّع برنامجها النووي بشكل كبير.
ومن أبرز تلك الخطوات رفع مستوى تخصيب اليورانيوم من 3.67 في المئة، وهو السقف الذي حدّده الاتفاق النووي، إلى 60 في المئة، وهو مستوى قريب من 90 في المئة المطلوب لتطوير سلاح ذري.
انخراط دبلوماسي
ويُراقب موقع "فوردو" في وسط إيران عن كثب، منذ بدأت طهران إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى 60 في المئة، في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، فضلاً عن موقع نطنز في وسط البلاد أيضاً.
وقال الباحث سامويل هيكي، من مركز الإشراف على الأسلحة وعدم انتشارها في واشنطن، لوكالة "فرانس برس"، إن "نطنز هي المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، بينما يضم فوردو بعضاً من أكثر أجهزة الطرد المركزي تطوراً". وأضاف أن فوردو "هو من بين أكثر المواقع الإيرانية حساسية من ناحية الانتشار".
وشدد الباحث على أن إيران تظهر من خلال زيارة غروسي، أن "الوصول الأسهل إلى هذه المنشآت يمر عبر الانخراط الدبلوماسي".
وتأتي زيارة غروسي قبل مشروع قرار حساس قد تطرحه لندن وبرلين وباريس، على مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة خلال الشهر الحالي.
مستعدون للتعاون
وقال ديفيد آلبرايت، رئيس المعهد من أجل العلوم والأمن الدولي، المتخصص بانتشار الأسلحة النووية، ومقره في الولايات المتحدة، لوكالة "فرانس برس"، إن إيران "تتظاهر بالتعاون من أجل تقويض الدعم لقرار في مجلس" المحافظين.
وتفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة السلاح النووي، التي تخصب اليورانيوم بمستوى يصل إلى 60 في المئة، مع الاستمرار في تعزيز مخزوناتها من اليورانيوم.
وتثير آثار يورانيوم غير معروفة المصدر، عُثر عليها في موقعين غير مصرح عنهما قرب طهران، هما تورقوز آباد وورامين، شكوكاً لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي للتلفزيون العام، الخميس، أن إيران "تحاول تهدئة الأجواء بعض الشيء".
فيما قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال لقائه غروسي: "كما أثبتنا مراراً حسن نياتنا، نحن مستعدون للتعاون والتقارب مع هذه المنظمة الدولية من أجل إزالة جوانب الغموض والشكوك المزعومة حول الأنشطة النووية السلمية لبلادنا".