وعدت وزارة التربية بتأمين حزم أنترنت مجانية للطلاب والأساتذة. وعد جديد يأمل الأساتذة وأهالي الطلاب أن ينفذ قريباً وألا يكون مصيره شبيهاً بمصير الكتب الدراسية المجانية لمرحلة التعليم الأساسي. فمنذ سنوات عدة لم يحصل التلامذة على الكتب المجانية إلا عندما يشارف العام الدراسي على الانتهاء. وهذا العام، وبعدما أكدت وزارة التربية بأن الكتب مؤمنة ومطبوعة وجاهزة للتوزيع، تبين أنها كانت مجرد وعود لم تنفذ. ففي الاجتماع الذي عقدته رابطتا "أساتذة التعليم الثانوي" و"معلمي التعليم الأساسي" مع وزير التربية عباس الحلبي مساء أمس، تلقى ممثلو الأساتذة وعوداً عدة، منها طباعة الكتب بأسرع وقت ممكن، وتأمين الانترنت المجاني. وتعليقاً على الوعدين تقول مصادر متابعة لـ"المدن": "نتمنى بألا يكون مصير الانترنت كمصير الكتب. فبعد التأكيدات بأن الكتب مطبوعة، عاد الحلبي وأكد لروابط المعلمين أنه أعطى الأمر للمباشرة بالطباعة وستنجز قريبًا ليبدأ توزيعها بعد نحو شهر".
منصات التعليم بلا انترنتفي متابعة "المدن" لموضوع الانترنت المجاني كشفت مصادر مطلعة أن الأمر يقتصر على حزمة انترنت شبيهة بالحزم التي يشتريها المواطن للاشتراك بخدمة واتساب. فوزارة التربية طلبت من وزارة الاتصالات تأمين الانترنت للطلاب والأساتذة، واستقر الخيار على انشاء حزمة انترنت لمنصة "تيمز" يشترك فيها الطلاب والأساتذة مجاناً، وهي مخصصة لمتابعة الدروس عبر منصة "تيمز" حصراً. لكن متى يبدأ التنفيذ فالأمر رهن صدق الوعود.حالياً، الكتب غير مطبوعة والانترنت غير مؤمنة مجاناً، والتعليم يتم من خلال الواتساب، لأن منصة "تيمز" غير مفعلة. ويتزامن هذا الأمر مع قرار صدر، مساء أمس، عن الوزارة تطلب فيه من المدارس المتاخمة للمناطق غير الآمنة بعدم التعليم الحضوري والانتقال للتعليم عن بعد. علماً أن وزير التربية عباس الحلبي كان مصراً على التعليم الحضوري وحصلت خلافات بينه وبين روابط المعلمين حول هذه المسألة.مناطق آمنة وغير آمنةيبدو أن فكرة "المناطق الآمنة" التي كان يرفعها البعض لتبرير تعلم طلاب على حساب آخرين، لم تعد كذلك. فقد توسعت الضربات الإسرائيلية إلى مناطق في جبل لبنان وصولاً إلى عكار. وبات انتقال الطلاب والأساتذة في بعض المناطق محفوفاً بالخطر. لذا جاء في قرار الوزارة أن "الأوضاع الأمنية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له لبنان، قد تسببت بإقفال المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة الواقعة في المناطق الأكثر خطورة. وبسبب تطورات العدوان اليومية على مناطق عدة في الضاحية الجنوبية لبيروت والتي أثرت على مناطق في محيطها، يُطلب إلى جميع المسؤولين والمديرين عن المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة في محيط المناطق التي تتعرض يومياً للقصف، لما يشكله ذلك من خطر على انتقال التلامذة وأهاليهم والأساتذة إلى مدارسهم، تعليق العمل بالتعميم السابق الذي ينص أن على مديري المدارس في المناطق المتاخمة للضاحية الجنوبية أو في أي منطقة متاخمة للمناطق المستهدفة، تقدير الوضع على الأرض وعدم فتح مدارسهم حضوريا". وعممت الوزارة في قراراها الجديد "اعتماد التعليم عن بُعد، وعدم اعتماد التعليم الحضوري أو المدمج في المدارس القريبة من مناطق القصف حتى لو كانت تعتبر مناطق آمنة". وحملت الوزارة "كل مدير المسؤولية عن عدم الالتزام بمضمون هذا البيان"، وطالبته بتأمين التعليم عن بعد، إلى أن تقرر الوزارة عكس ذلك، بعدما تزول الأسباب الأمنية التي تشكل خطورة على المدارس والمتعلمين.وكانت الوزارة عممت منذ يومين على المدارس التي تستخدم كمراكز إيواء للنازحين اعتماد التعليم عن بعد لتعليم طلابها. ما يعني أن غالبية مدارس لبنان انتقلت للتعليم عن بعد، من دون توفر الإمكانيات الأساسية لهذا التعليم، أي الدخول إلى منصة "تيمز" ومنصة "مدرستي". وجل ما بدر إلى حد الساعة هو أن الوزارة بدأت بتزويد الأساتذة والتلامذة الرمز السري وإسم المستخدم للدخول إلى منصة "تيمز". لكن في الوقت الحالي يعتمد بعض الأساتذة الذين بدأوا بتعليم طلابهم عبر واتساب على منصة "مدرستي" التي تحتوي على دروس معدة مسبقاً. وأقدم أساتذة على تشكيل مجموعات واتساب للتلامذة لارسال رابط الدرس من هذه المنصة. وعلى الطالب أن يتعلم بنفسه.