على مدى ثلاثة أيّام متتالية أغار الطيران الحربي للعدو الإسرائيلي على ثلاث بلدات موزّعة في ثلاث مناطق لبنانية مختلفة، كانت تعدّ إلى حين الإغارة عليها مناطق آمنة لجأ إليها مئات المواطنين من المناطق التي تتعرّض للعدوان الإسرائيلي في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، ما طرح أسئلة حول أسباب العدو ودوافعه من غاراته على هذه المناطق، وغاياته منها، وتداعيات هذا العدوان.
يوم الأحد الماضي، في 10 تشرين الثاني الجاري، شنّ طيران العدو الإسرائيلي غارة على بلدة علمات في قضاء جبيل، وفي اليوم التالي إستهدف بلدة عين يعقوب بمحافظة عكّار، قبل أن يُغير في اليوم الذي يليه، 12 تشرين الثاني الجاري، على بلدة ضهور العبادية في قضاء عالية، موقعاً في الغارات الثلاث شهداء وجرحى، ومتسبّباً بأضرار ماديّة كبيرة، عدا عن الهلع الذي دبّ بين أهالي هذه البلدات والوافدين إليها على حدّ سواء، هذا من غير إسقاط شائعات عدّة تنتشر على نطاق واسع، وتبين عدم صحّتها، تتحدث عن أنّ العدو يريد إستهداف هذه المنطقة أو تلك، ويطلب إخلائها.
تبريرات عدّة قدّمها العدو لهذه الغارات التي شنّها على هذه البلدات، وقبلها بلدات أخرى في محافظة الشّمال منذ بدء عدوان طيرانه الجوّي على لبنان قبل قرابة شهر ونصف، من مخيّم البدّاوي إلى ديربلا في البترون إلى أيطو في زغرتا، وهي أنّه يستهدف فيها كوادر في حزب الله والمقاومة، وأنّه حقق فيها مراده.
غير أنّ أهدافاً أخرى تقف وراء هذه الغارات التي شنّها الطيران الحربي للعدو الإسرائيلي، من أبرزها ما يلي:
أولاً: ليس خافياً أنّ العدو الإسرائيلي لا يُوفّر وسيلة للضغط على حزب الله والمقاومة من أجل التسليم بشروطه لإيقاف عدوانه على لبنان، وهي شروط ترفضها المقاومة كما تطرح في مقابلها شروطها، ما جعل العدو مأزوماً كونه لم يستطع تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها لتبرير عدوانه على لبنان، ودفعه كي يرى في استهداف بيئة المقاومة وأهل المناطق المُستهدفة هدفاً لعدوانه عليهم وملاحقتهم في مناطق لبنانية أخرى إستضافتهم، مبرّراً ذلك بوجود قيادات وعناصر في الحزب تقيم فيها.
ثانياً: يرى العدو الإسرائيلي أنه باستهدافه مناطق تعتبر آمنة وقامت باستضافة وافدين إليها من مناطق تتعرّض لعدوانه أنّه سيثير فتنة بين الطرفين، ودفع الأهالي للطلب من الوافدين مغادرة مناطقهم كي لا يعرضوها لاعتداءات، وحصول إشكالات عدة في هذه المناطق، غير أن استنفار الأجهزة الأمنية على اختلافها وإمساكها الوضع على الأرض بقوّة، ووعي الأهالي، فوّت على العدو تحقيق هدفه.
ثالثاً: تتوالى الأخبار القادمة من المناطق الحدودية، وتحديداً من قرى الحافّة أو قرى المواجهة المباشرة مع العدو، عن أنّ العدو فشل في تحقيق أهدافه هناك، وأنّه يواجه في تلك المناطق مواجهات ضارية مع المقاومة التي تكبّده خسائر كبيرة، برغم كلّ الحشد البشري والعسكري الذي قام به، الأمر الذي يدفعه بسبب عجزه في الميدان إلى القيام بالإعتداء على وافدين في مناطق آمنة، ومرتكباً مجازر فيها.
The post العدو يضرب في المناطق الآمنة.. ضغطٌ لتحقيق أهداف سياسيّة!.. عبدالكافي الصمد appeared first on .