دعوةٌ من الراعي للتجديد لقادة الاجهزة الامنية
2024-11-14 17:25:38
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفدًا من نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصيفي، حيث شدد على أهمية فتح البرلمان اللبناني فورًا لعقد جلسات انتخابية متتالية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وفق ما ينص عليه الدستور. وانتقد فكرة عقد جلسات حوار للتوافق على اسم الرئيس، مؤكّدًا على أن هذه الآلية تخالف الدستور، وطالب بتطبيق اتفاق الطائف نصًا وروحًا، وتثبيت مبدأ حياد لبنان، وتفعيل القرارات الدولية.افتتح اللقاء النقيب القصيفي بكلمة أثنى فيها على جهود بكركي، خصوصًا بعد القمة الروحية الأخيرة، التي أصدر عنها بيان تميّز بالحكمة في معالجة الأوضاع الراهنة. وتناول القصيفي في كلمته قلق اللبنانيين من التصعيد العسكري الذي تقوم به "إسرائيل" في الجنوب اللبناني، ومحاولاتها لإحداث فتنة داخلية، ما يزيد من تهجير اللبنانيين ويؤدي إلى هجرة الكفاءات والعقول الشابة، متسائلًا إلى أين يريد "الكيان الصهيوني" الوصول بإثارة الانقسام وتهديد الوحدة الوطنية.وفي كلمته، أشاد البطريرك الراعي بدور الصحافة البناءة وأثنى على جهود النقابة في تهدئة الأجواء، معتبرًا أن الصحافيين هم رسل السلام وأن عليهم التركيز على الإيجابيات وتعزيز الأمل في نفوس اللبنانيين، لافتًا إلى أن الوطن بحاجة إلى الكلمة الجميلة والبناءة، خاصة في ظل الظروف المأساوية الحالية من تهجير وقتل وتدمير.وقال: "وجودكم في الحياة اللبنانية هو ضرورة، والشعب يرتاح إلى الصحافة التي تبني"، مشيرًا إلى دور النقيب القصيفي في إضفاء رونق خاص للنقابة.وحول القمة الروحية التي انعقدت في بكركي، أوضح الراعي أنه سيتم إنشاء لجنة متابعة قريبًا لضمان تنفيذ مقررات وتوصيات القمة، مشيرًا إلى أن جدول أعمالها سيتضمن قضية النازحين، حيث ستعمل اللجنة على تقديم توصيات محددة إلى القمة الروحية المقبلة التي ستخصص لمناقشة هذا الموضوع حصريًا، بهدف الحفاظ على وحدة اللبنانيين.وفي رد على سؤال حول الشائعات المتعلقة بمطالبة الفاتيكان باستقالته، نفى الراعي هذه الادعاءات قائلًا: "ما في شي منّو". وأوضح أنه التقى قداسة البابا خلال زيارته الأخيرة، وتحدث عن الأوضاع اللبنانية، مؤكّدًا أن غيابه عن السينودوس كان بموافقته، وأنه اختار المطران بولس روحانا لتمثيله في اللقاء نظرًا لخبرته الواسعة في المواضيع المطروحة.وعن الوضع العسكري والسياسي في الجنوب، شدد الراعي على أهمية المفاوضات كسبيل وحيد لإنهاء الصراعات، بدلًا من الرهان على تحقيق الانتصار أو تجنب الانكسار. وأعرب عن أمله في أن تسهم الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، الذي وعد بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، في تحريك جهود السلام، معتبرًا أن الحل يأتي عبر الحوار السياسي والدبلوماسي.وردًا على مسألة غياب العنصر المسيحي عن المفاوضات، اعتبر الراعي أن "العمل النيابي عرجاء"، مشيرًا إلى أن الميثاقية غائبة بسبب شغور موقع رئيس الجمهورية. وأكد أن تعطيل انتخاب الرئيس ليس مسؤولية المسيحيين، بل نتيجة لعدم فتح البرلمان لأداء هذا الاستحقاق الوطني.وأضاف، "ليس المطلوب اتفاق مسبق على اسم الرئيس، بل عقد جلسات متتالية للانتخاب"، منتقدًا تعليق الاستحقاق على اتفاق سياسي يمنح حق الفيتو للمعرقلين.وحول تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون، أكد الراعي أنه لا يجوز تغيير قائد الجيش في ظل غياب رئيس الجمهورية والتحديات الأمنية الكبيرة، مشيرًا إلى أن وحدة الجيش هي الأهم في هذه الظروف الصعبة، مضيفًا: "أنا مع التمديد للقادة الأمنيين لدعم استقرار البلاد".وشدد الراعي في ختام اللقاء على أهمية الاعتماد على لبنان الوطن بتنوعه وتعدديته، داعيًا إلى عدم الاتكال على الدعم الخارجي والمحافظة على استقلالية القرار اللبناني، معتبراً أن المحاصصة تقوّض السيادة وتعرقل الوحدة الوطنية.
وكالات