يواصل العدو الاسرائيلي توسعة دائرة هجومه يوماً بعد يوم، والى الاعتداءات العسكرية فصل جديد من فصول التعدي الجغرافي، حيث بدأ كيان الاحتلال يمارسه من خلال اعمال بناء على طول “خط الفا”، الامر الذي يعدّ انتهاكاً لاتفاق وقف اطلاق النار في تلك المنطقة.
تجدر الإشارة اولاً الى ان “خط الفا” هو المنطقة المنزوعة السلاح والتي تفصل مرتفعات الجولان المحتلة عن الأراضي السورية. وبحسب ما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية، فقد باشرت قوات الاحتلال بشق طريق عبر “الاسفلت” على طول الحدود مباشرة. كما اشارت وكالة “اسوشيتد برس” ان تحليل الصور اظهر وجود انشاءات بطول ٧,٥ كيلومترات على امتداد الخط.
حتى الساعة، لم يصدر أي تعليق من السلطات السورية على هذه الاعمال والتي تعد انتهاكاً لاتفاق وقف اطلاق النار في المنطقة المذكورة، في وقت اكدت فيه قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية (يوندوف)، وهي تشكلت في ٣١ أيار ١٩٧٤ لمراقبة اتفاقية فض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والجيش السورية في الجولان، قيام الجيش الاسرائيلي بإنتهاكات جسيمة من خلال عمليات الانشاء هذه على طول الخط الحدودي “الفا”.
الى ذلك، وضعت القوات الاممية ما يقوم به جيش العدو الاسرائيلي في خانة “الاعمال الهندسية الموسعة” وبحسب بيانها فإن من شأنها تأجيج التوترات في المنطقة. مشيرة الى ان اعمال البناء هذه بدأت منذ تموز المنصرم وهي تتم بحراسة من قبل الدبابات المدرعة.
وفي السياق، لفتت مصادر متابعة الى ان هذه الخطوات تعود الى رغبة كيان الاحتلال في توسيع عملياته البرية ضد حزب الله، وانشاء منطقة آمنة عند خط “الفا” سيمكنها من القيام بعمليات استطلاعية، كما اصابة اهداف جديدة لحزب الله من ناحية الشرق.
وتجزم المصادر ان هذه المنطقة في حال سيطر عليها العدو الاسرائيلي فسيكون عندها قادراً على احكام قبضته على طرق امداد حزب الله بالاسلحة. ورداً على سؤال حول امكانية تأثير هذه التوسعات الاستيطانية على لبنان، اكدت المصادر ان كل ما هو خارج حدود مزارع شبعا المحتلة لا يعني لبنان.
اذاً، هو انتهاك جديد للمعاهدات الدولية يقوم به العدو الاسرائيلي في مناطق سبق ان احتلها وهجّر اهاليها رغبة منه في احكام السيطرة على مختلف الحدود الجغرافية القريبة من فلسطين المحتلة، علّه بذلك يوسّع من مساحة وحداته الاستيطانية الجغرافية. بيد ان هذا العدو الغاشم مع كل ما اوتي من قوة قد نسي ان هذه الارض مقدسة مشى عليها الانبياء والرسل وتعمدت بدماء الشهداء ولن يستطيع لو مهما فعل ان يحتلها وسيخرج منها عما قريب مهزوماً، منكسراً ومذلولاً.