وبعد اللقاء، تحدث الوزير عبد العاطي: “أنا تشرفت بمقابلة دولة رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري. كان لي شرف اللقاء والاستماع إلى رؤية دولته لمجمل التطورات التي يمر بها لبنان في هذه الفترة العصيبة. بالتأكيد أنا هنا في هذه الزيارة الثانية لي منذ تولي منصبي إلى أرض لبنان الشقيقة برسالة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة دعم وتضامن مع لبنان حكومة وقيادة وشعبا”.
واضاف: “أنصت إلى الرئيس نبيه بري واستمعت إليه مليا لرؤيته وقراءته للموقف العصيب الحالي الذي يمر به لبنان الشقيق، طبعا نقلت لدولة الرئيس تحيات وتقدير القيادة المصرية لشخصه الكريم، وأكدت تضامن مصر ودعمها واستمرار دعمها الكامل للبنان في هذا الظرف العصيب، وأيضًا استعدادنا لتلبية احتياجات لبنان من المواد الغذائية والمواد الإنسانية وكافة أشكال الدعم الطبي والصحي إلى لبنان في مواجهة هذا العدوان “الإسرائيلي” الغاشم والظالم على الأراضي اللبنانية”.
وتابع: “أتيت اليوم بصحبة شحنة من المساعدات الإنسانية إلى شعب لبنان الشقيق في إطار الجسر الجوي المصري الممتد إلى لبنان والذي سيستمر بالتأكيد بطبيعة الحال لمواجهة أثر هذا العدوان وتداعيات هذا النزوح الداخلي. وبالتأكيد المعاناة التي يعاني منها النازحون من جنوب لبنان ومن الضاحية الجنوبية ومن كلّ المناطق التي تتعرض للعدوان والقصف “الإسرائيلي” الظالم، أكدت لدولة الرئيس بري أن الأولوية الأولى في كلّ التحركات المصرية وفي كلّ الجهد المصري المبذول على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي هو بلا شك مسألة وقف إطلاق النار باعتبار أنها الاولوية الأولى وقف العدوان وقف إطلاق النار هو أولويتنا وبدون أي شروط أيا كانت”.
أضاف: “بالتأكيد تحدثت أيضًا مع دولة الرئيس حول المسائل الأخرى المرتبطة بالنزوح وأهمية الحفاظ على الاستقرار الداخلي ونحن نقدر ونثمن عاليا دور دولة الرئيس بري بحكمته وكسياسي لبناني مخضرم في أن يقود لبنان وسط هذا المناخ المضطرب والعواصف الهوجاء التي تواجه لبنان والمنطقة ان يقود السفينة اللبنانية إلى بر الأمان ان شاء الله.
وأكد عبد العاطي “ان قضية وقف إطلاق النار لها الاولوية المطلقة.ونؤكد استكمال كافة مؤسسات الدولة اللبنانية بطبيعة الحال مؤسسات الرئاسة وأهمية إنهاء الشغور الرئاسي، واستمعت مطولا إلى رؤية الرئيس بري في هذا المجال، وأكدنا من جانبنا، أنه لا بد أن يكون الانتخاب في إطار ملكية وطنية لبنانية لهذا الملف دون إملاءات خارجية، وأيضًا أن يكون رئيس توافقي بتوافق جميع طوائف الشعب اللبناني الشقيق دون أي إقصاء لأي طرف كان.
وأردف “الكل عليه ان يتشارك ويتوافق لانتخاب رئيس للبلاد، ونحن نقدر أهمية وجود رئيس للدولة اللبنانية في هذا الظرف العصيب، ولكن نؤكد كما ذكرنا مرارا وتكرارا إن إنهاء أزمة الشغور الرئاسي لا يجب ولا يتعين ولا نقبل بأن تكون شرطا من شروط وقف إطلاق النار”.
وأضاف: “وتحدثنا أيضًا حول استكمال كما ذكرت مؤسسات الدولة دعمها وتمكينها وعلى رأسها بالإضافة إلى مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الجيش اللبناني الوطني. بطبيعة الحال الجيش اللبناني يقوم بدور شديد الأهمية في الحفاظ على الأمن الداخلي ولكن أيضًا الحفاظ على تماسك الدولة اللبنانية. وكنت قبل لقائي مع دولة الرئيس بري تشرفت بمقابلة العماد جوزيف عون قائد الجيش ونؤكد دعمنا الكامل للجيش اللبناني ومؤسسات الدولة اللبنانية وتمكينها، وتحدثنا أيضًا عن التنفيذ الكامل وغير الانتقائي للقرار الأممي ال 1701 وأكد لي دولة الرئيس بري وأيضًا العماد جوزيف عون استعداد وحرص الدولة اللبنانية واستعداد الجيش اللبناني للانتشار الفوري تنفيذا للقرار 1701 كما ذكرت دون انتقائية”.
ونحن ندعم ونقدر ونثمن هذا التوجّه لدي الجيش اللبناني ولدى الدولة اللبنانية إعمالا وتنفيذا للقرار الأممي 1701. مرة أخرى نحن نحمل رسالة دعم كامل من القيادة المصرية ومن الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن الدولة المصرية إلى لبنان في هذا الظرف العصيب وحرصاء ونؤكد التزامنا الكامل وكلّ الدعم الممكن في لبنان حتّى يستطيع ان يتجاوز هذه المحنة الحالية كلّ الدعم الممكن سنقدمه. كلّ التضامن إلى لبنان، تضامن سياسي، تضامن إنساني، تضامن بكلّ الوسائل الممكنة ولن نتوقف عن تقديم هذا الدعم وهذا التضامن.
ومرة أخرى، ندعو ونصلي ونأمل في كلّ خير واستقرار إلى لبنان في هذه الظروف الدقيقة وندين بشكل كامل استمرار العدوان “الإسرائيلي” الغاشم ونؤكد ممارسة كلّ أشكال الضغط من خلال اتصالاتنا الإقليمية والدولية لوقف هذا العدوان”.
وردًا على سؤال حول الاتّصالات من أجل وقف إطلاق النار؟أجاب عبد العاطي: ” بالتأكيد هناك اتّصالات شبه يومية مع الولايات المتحدة الأميركية ومع وزير خارجية فرنسا ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ومع وزير خارجية روسيا والصين والهند والبرازيل وأيضًا ان نتباحث ونتشاور يوميًّا مع اشقائنا العرب في المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة والأردن والهدف الأساسي هو الوقف الفوري لهذا العدوان وكيفية تكثيف الضغوط وكلّ أشكال التأثير على الحكومة “الإسرائيلية” لوقف العدوان وغاراتها واجتياحاتها اليومية للجنوب اللبناني، ونؤكد مرة أخرى على انه لا يمكن قبول أية أفكار أو أي تسويات تمس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه. هذا ما نسعى إليه من خلال الاتصالات”.
وحول جدية هذه الاتّصالات؟ أجاب الوزير المصري: ” هناك اتّصالات وهناك مواقف متقدمة خاصة من بعض الدول العربية وبعض الدول الغربية. ونحن على اتّصال وثيق مع وزير الخارجية الأميركي ومع المبعوث الأميركي إلى لبنان. وهذه الاتّصالات متواصلة من أجل السرعة لوقف العدوان “الإسرائيلي” وأيضًا دون المساس بوحدة وسلامة الأراضي اللبنانية ووحدتها”.
وكان رئيس المجلس، قد استقبل سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو، حيث تم عرض لتطورات الأوضاع في لبنان والمستجدات السياسية.
واستقبل بري سفير روسيا الاتحادية في لبنان الكسندر روداكوف وعرض معه الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية.