بينما تشن إسرائيل هجوماً عسكرياً دامياً على وطنه لبنان، تساءل الفنان شربل صموئيل عون، عن دور الفن ومكانته في بلد يجتاحه الصراع.
وقال عون، وهو رسام ونحات يمزج فنوناً متعددة ويبلغ من العمر 45 عاماً: "هل يبقى للفن مكان في ظل هذه الأزمة؟"، علماً أن لبنان لعب تاريخياً دوراً محورياً في المشهد الفني في العالم العربي وكان بمثابة مركز نابض بالحياة للفنون البصرية والموسيقى والمسرح ويمزج بين المؤثرات التقليدية والمعاصرة، حسبما نقلت وكالة "رويترز".والآن، يعبّر الفنانون اللبنانيون في أعمالهم عن الإحباط واليأس الذي يشعرون به منذ الهجوم الإسرائيلي على وطنهم قبل عام والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 3200 شخص، معظمهم منذ أيلول/سبتمبر الماضي.وتعكس أعمال عون بشكل مباشر الأزمات المتتالية التي يمر بها لبنان، حيث بدأ العام 2013 بجمع التراب من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان لرسم سلسلة من اللوحات متعددة الطبقات قبل أن ينتقل إلى استكشاف وسائل أخرى.وقال عون أن الظلام واليأس الناجمين عن الحرب والركام الذي خلفته حملة القصف الإسرائيلي المكثفة في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت، أحييا رغبته في العمل بالتراب. وأكمل: "إما أن توقف كل شيء، أو تكمل بما بقي لديك من معنى".وتم إلغاء معرضين لعون بسبب الحرب. وبينما كان يعيش في السابق على الدخل الذي يجنيه من فنه، يعتمد الآن على بيع العسل من مَنحلة أسسها في البداية كمشروع لصنع أعمال فنية من شمع العسل. وأوضح: "لم يعد بإمكاني الاعتماد على سوق الفن".إلى ذلك، أغلقت صالات العرض في مختلف أنحاء بيروت خلال الأشهر الماضية، وقال أصحابها لـ"رويترز" أنه لا طلب على شراء الأعمال الفنية في هذا التوقيت. ونقل متحف سرسق الشهير في لبنان، وهو متحف للفن الحديث، معروضاته إلى مخزن تحت الأرض.وعانت المغنية والموسيقية اللبنانية جوي فياض، التأثير النفسي للصراع الذي جعل من الصعب عليها أداء عروضها منذ أشهر. وقالت: "وضع هذا الوضع حدوداً لإبداعي، وبالتالي انغلقت قليلاً على نفسي، ولم أعد أستطيع أن أُعطي للآخرين أو حتى لنفسي".ووجهت فياض طاقتها في المقابل إلى كتابة الأغاني. وعادت مجدداً لتأدية عروض في الفترة الماضية بالغناء للأطفال النازحين واللاجئين في لبنان خلال حفلة خيرية أقيمت في شمال بيروت. وأضافت: "أعتقد أن أجمل شعور كان عندما رأيتهم جميعاً سعداء. يغيرون الأجواء ويستمتعون بعد فترة صعبة بالتأكيد"، خصوصاً أولئك الذين اعتادوا على سماع صوت القصف بدلاً من الموسيقى.