يعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منتصراً إلى واشنطن، اليوم الأربعاء، حيث من المقرر أن يرحب به الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، في زيارة للمكتب البيضاوي تعدّ جزءاً تقليدياً من مراسم التسليم السلمي للسلطة، وهي طقس رفض ترامب نفسه المشاركة فيه قبل أربع سنوات.
ويخطط ترامب أيضاً للقاء الجمهوريين من الكونغرس، حيث يركزون على أولويات اليوم الأول، ويستعدون لحكومة موحدة محتملة مع اكتساح الحزب الجمهوري للسلطة في عاصمة البلاد.تعيين إيلون ماسك
وتوصف عودة ترامب بأنها عودة مذهلة إلى مقر الحكومة الأميركية للرئيس السابق، الذي غادر منذ ما يقرب من أربع سنوات زعيماً مهزوماً سياسياً بعد هجوم 6 كانون الثاني/يناير 2021، على مبنى الكابيتول، لكنه يستعد للعودة إلى السلطة بما يراه هو وحلفاؤه في الحزب الجمهوري أنه تفويض للحكم.
وتابع ترامب فجر الأربعاء، الإعلان عن تعيينات إدارته المقبلة، وآخرها تعيين الملياردير إيلون ماسك لقيادة وزارة الكفاءة الحكومية، مع المرشح الرئاسي الجمهوري السابق فيفيك راماسوامي.
وقال ترامب في بيان عبر منصته "تروث سوشال"، إن ماسك وراماسوامي "سيمهدان الطريق لإدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وقطع النفقات المهدورة، وإعادة هيكلة الوكالات الاتحادية". وأوضح ترامب أنهما سينتهيان من عملهما بحلول 4 تموز/يوليو 2026، ليقدمه "هدية" للبلاد في الذكرى المئتين والخمسين لتوقيع إعلان الاستقلال.
ومن المرجح أن يستفيد ماسك، الذي صنفته مجلة "فوربس" أغنى شخص في العالم، من فوز ترامب، ويُتوقع أن يكون له نفوذ استثنائي لمساعدة شركاته وضمان معاملة حكومية تفضيلية. وكان إيلون ماسك قد تبرع بملايين الدولارات لدعم الحملة الرئاسية لترامب وظهر معه في مناسبات عامة.مقدم برامج مؤيد لإسرائيل
كما أعلن ترامب الأربعاء، ترشيح مقدم البرامج في "فوكس نيوز" بيت هيغيث، وهو أحد المحاربين القدامى، لمنصب وزير الدفاع. وخدم هيغيث في العراق وأفغانستان، وخاض انتخابات مجلس الشيوخ في ولاية مينيسوتا عام 2012، إلا أنه لم ينجح فيها قبل أن ينضم إلى قناة "فوكس نيوز". وقال ترامب: "مع قيادة بيت، سيأخذ أعداء أميركا حذرهم... جيشنا سيكون عظيماً مرة أخرى، وأميركا لن تتراجع أبداً"، مضيفاً أن "بيت سيكون بطلاً شجاعاً ووطنياً لسياسة السلام من خلال القوة التي ننتهجها". وبيت هيجسيث مؤيد قوي لإسرائيل، ويعتبر أن إسرائيل يجب أن "تدمر غزة".
كما أعلن الرئيس المنتخب أنه اختار جون راتكليف مدير الاستخبارات الوطنية السابق، والحليف الوثيق له، لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي). وتولى راتكليف في أيار/مايو 2020، منصب مدير وكالة الاستخبارات الوطنية قبل ثمانية أشهر من مغادرة ترامب الرئاسة. الصراع على القضاء
من جهة ثانية، وفي وقت يستعد الجمهوريون لاستعادة السيطرة على مجلس الشيوخ، في دورته الجديدة بدءاً من 3 كانون الثاني/يناير المقبل، بدأت الأغلبية الديمقراطية الحالية في مجلس الشيوخ، بالسعي لتأكيد تعيين أكبر عدد من القضاة الفيدراليين الجدد الذين رشحهم بايدن، لتجنب ترك أماكن شاغرة لقضاة قد يرشحهم ترامب.
ويصوّت مجلس الشيوخ، لأول مرة منذ فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، لتأكيد تعيين المدعية العامة السابقة أبريل بيري، التي رشحها بايدن، للعمل قاضية في محكمة المقاطعة الأميركية في إلينوي. ويمنح الدستور الأميركي مجلس الشيوخ سلطة تأكيد ترشيح الرئيس لمقاعد مدى الحياة في القضاء الفيدالي. ورشح جو بايدن 31 قاضياً ينتظرون تصويت مجلس الشيوخ، خضع منهم 17 مرشحاً لمراجعة لجنة القضاة في المجلس وينتظرون التصويت النهائي، بينما ينتظر 14 مرشحاً آخرون مراجعة اللجنة.
وعيّن بايدن منذ بداية فترته الرئاسية 213 قاضياً (ليبراليين)، بمن فيهم قاضية المحكمة العليا الليبرالية كيتانجي براون جاكسون، وكان نحو ثلث الذين تم تعيينهم من النساء، وثلثهم من الأقليات العرقية. بينما كان ترامب قد عيّن في فترة رئاسته الأولى، بين عامي 2016 و2020، 234 قاضياً، كما نجح في تعيين ثلاثة قضاة في المحكمة العليا، لتتحول إلى أغلبية محافظة 6-3.
ويحتاج المرشحون القضائيون إلى أغلبية بسيطة لتأكيد تعيينهم، ويتمتع الديمقراطيون حالياً بأغلبية ضئيلة (51-49). وعلق السيناتور جو مانشين، من ولاية فرجينيا الغربية، وهو مستقل يشارك في اجتماعات الكتلة مع الديمقراطيين، إنه لن يصوت لأي مرشح لا يحصل على صوت جمهوري واحد على الأقل، ما يعني أن الحزب ربما سيحتاج لتصويت نائبة الرئيس كامالا هاريس.